الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

زوجتى ترفض الأعمال المنزلية.. ماذا أفعل؟!
الإستشارة

أنا شاب في أواخر العشرينات، متزوج منذ عام، وقد تزوجتُ زوجتى عن حب، فقد كانت زميلتى في الجامعة، وكانت فتاةً مليئة بالحيوية والحركة، ولكنني بعد الزواج فوجئت أنها ترفض القيام بالأعمال المنزلية، وبالفعل لا تعمل شيئًا سوى وجبة الغداء اليومية، وترفض غسل الأطباق أو الملابس، أو الكيّ أو تنظيف البيت، وحالي وحال البيت يُرثى له؛ فالبيت غير نظيف وغير مرتب، وملابسي غير نظيفة وغير مكوية، وهذا يسبب لي إحراجًا أمام زملائي في العمل، وعندما أشكو لها سوء الحال موضحًا لها أنها لا بد أن تقوم بدورها كزوجة في العمل المنزلي مثل كل ملايين الزوجات حول العالم، ترفض وتقول إنه ليس فرضًا عليها، وكل مواثيق الأمم المتحدة وحتى الشريعة الإسلامية لا تفرض على المرأة القيام بتلك الأعمال.. في الحقيقة يا سادة، أنا بعد مرور عام من زواجي اكتشفت أنني متزوج من «فيمنيست» ولا أدري كيف أحل مشكلتي معها؟

 

الإجابــة

عزيزي الشاب، إذا وضعت رسالتك تلك على وسائل التواصل الاجتماعي؛ سينهال الناس على زوجتك باللوم واللعن، وستجد بنات ونساء كثيرات يلُمنها بشدة، مستغربات وجود هذا الصنف بين نوعهن، ولكنه هذا النوع موجود، وهو نوع ليس به عيب كما يتصور البعض، وهو من الحالات النادرة، فغالبًا ما تكون تلك النوعية من النساء المبدعات في مجال ما ولم تجد من يستفيد من طاقتها، وعليه فإن ما تمارسه الزوجة ليس عنادًا وصلفًا ولا أنثوية كما تقول، لكنها من الواضح أنها تعاني؛ لأن مقدراتها في اتجاه آخر مختلف، بينما هي في وضعية اجتماعية لا تسمح لها بهذا الاختيار الترفي.

هناك مجتمعات تخطت تلك المشكلات بالأفكار المبدعة، فهناك مجتمعات يتوفر في أماكن العمل وجبات غداء وإفطار، وهو جزء من التعاقد، وذلك في إطار مجتمعي توافقي يقر بأن المرأة تشارك بنسبة كبيرة في العمل الوظيفي خارج البيت، وليس متاحًا لها مسألة قيامها بواجباتها المنزلية على النحو المتعارف عليه، وفي هذه المجتمعات في الغالب لا تتناول الأسرة في البيت إلا وجبة العشاء، ولا يأكلون في البيت إلا في أيام الإجازات، وحتى في هذه أيضًا قد يتناولون طعامهم في المتنزهات والمطاعم.

ومن ثم فلا يجوز القول بأن هذه الزوجة «فيمنيست» أو غير ذلك؛ ولكن يمكننا التحرك في تخمينات أخرى مثل:

  • قد تكون نشأتها لم تُنمي فيها ذلك، وذلك يعود إلى بيئتها المنوط بها دور إعداد الفتاة لأدوارها المستقبلية، ولا أنكر أن كل البيوت الشرقية تجتهد في إعداد البنات لدورها المستقبلي كزوجة، وكأم، وكربة بيت.
  • هناك نوعية من البنات يكون لديها ممانعات نفسية، لأسباب كثيرة، منها عدم توفر تلك الطاقة لديها، وتحتاج إلى أن توجه طاقتها إلى مجالات أخرى.
  • أحيانا يكون التمنع مصدره الدلع.

والحل عزيزى الشاب هو أن تُخرج الزوجة الشابة للعمل، ومن ثم يكون بإمكانكم الاستعانة بخادمة دائمة أو غير دائمة، كما يمكنكم إرسال ملابس الخروج إلى أماكن الغسل والكيّ الجاف، وبالتالي لن تكون الملابس المنزلية والداخلية مشكلة كبيرة بوضعها في الغسالة الأتوماتيك، سواء قمت أنت بهذا أم الزوجة.

أيضًا لا بأس من الكلام مع والدتها أو أختها الكبرى إن وُجدت، والطلب منهن أن يساعدنها بالنصيحة على القيام بأدوارها داخل البيت وتعليمها ما يغيب عنها، ويمكنك عمل مكافآت تشجيعية لها، كالخروج في نزهة أو دعوتها إلى عشاء بالخارج، إذا استطاعت أداء تلك الأعمال.

ولا مانع من الذهاب إلى عزائم- جمع عَزومة- في بيت الأصدقاء والأقارب في سنها، لتتعرف عن قرب كيف تدير رفيقاتها حياتها وبيوتها باقتدار ومهارة، وتعشن في سعادة وهناءة نتيجة تكامل الأدوار، حيث الزوج يعمل خارج البيت، والزوجة تعمل داخله، كي تسير عجلة الحياة بيسر وسهولة أكثر.

والأهم هو أن لا تيأس من إمكانية وجود حل، لكن عند التماس الحل لا بد من معرفة مفاتيح الشخصية والدخول إليها عبر مفاتيحها الخاصة التي تجعل الأمر أكثر سلاسة.

 

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت