الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

زملائي في العمل فاسدون.. فهل أترك وظيفتي؟
الإستشارة

أنا خريجة جديدة، والتحقت للعمل بإحدى المصالح الحكومية.. ورغم أنه لم يمر عليّ فيها سوى شهرين اثنين، إلا أنني أعاني من سوء أخلاق زملائي الموظفين المتواجدين معي بالمكتب، إذ كل ما هو غير أخلاقي يتم عمله، من توزيعٍ للعمل، أو تسويدٍ لجداول الحضور والانصراف لفترات قادمة، هذا غير الغمز واللمز والغيبة والنميمة والكذب وإفشاء أسرار بيوتهم لبعضهم البعض، وفى الحقيقة فإن نفسيتي قد تعبت، ولم أعد أطيق البقاء بينهم، وأريد أن أترك العمل وأبحث عن عمل آخر، ولكن الكل ينصحني بالصبر، ويقولون لي: إن كل الناس على هذا الحال من السوء.. فبماذا تنصحونني؟!

الإجابــة

من المؤسف أن يصل حالنا إلى هذه الدرجة من السوء، وأن يصبح هذا السوء قاعدة، فتلك مصيبة أشد، عافى الله مجتمعاتنا من سوء الأخلاق وفساد الضمائر.

أما مسألة تركك العمل لهذا السبب فلا أنصحك بذلك، لأن هذا ليس حلًا، فلا تدرين لعل الله قد وضعك على طريقهم لأنه تعالى يعلم أنك شخصية مناسبة لإصلاحهم.

ورأيي، ألا تستسلمي وألا تيأسي من إصلاح هؤلاء الناس، واعلمي أن المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي يعتزل الناس بسبب أذاهم.

وتأكدي أنه ما نزلت الرسالات إلا لإصلاح ما فسد من أخلاق الناس، وأن رسالة المسلم هي استكمالٌ لرسالات الأنبياء التي انقطعت بتوقف الوحي مع وفاة رسولنا محمد ﷺ، خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه لشرف عظيم للمسلم أن يسير على خطى الأنبياء، ويجاهد جهادهم، ويحذو حذوهم، ويصبر كما صبروا على إيذاء الناس، وهو سر خيرية هذه الأمة، وهو عمل ليس بالسهل أبدًا، ويحتاج إلى زاد.

وأنصحك أن تستعيني ببعض المعينات لك على هذا الطريق، مثل:

  • أن تبحثي عن صحبة صالحة واعية، تستعيني برأيها وتسترشدي بحكمتها.
  • أيضًا، فلا بأس أن تتواصلي مع دعاةٍ وعلماء يدعمونك بالرأي الصحيح، والتصرف الرشيد في الحالات التي تحتاج إلى فقهٍ ودرايةٍ بالشرع.
  • أيضًا، اجعلي لنفسك زادًا إيمانيًا، يُعينك على رسالتك بين الناس، ويساعدك على الصبر على أذاهم، كأن تستعيني بركعتين في جوف الليل على إصلاحهم، أو بصيام النافلة، أو الذكر، أو حفظ وتلاوة القرآن، أو كل هذا وغيره.
  • وكل هذه الأعمال الصالحة وغيرها تعتبر معينات أساسية وضرورية لكل من يسير على طريق إصلاح الناس، وهو طريقٌ صعبٌ وشاقٌ وطويل، أعانكِ الله عليه، وساعدكِ، وسدد خطاكِ، ونفع بكِ وبأمثالكِ، وأبعد عنكِ اليأس.

 

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت