عزيزتى الأم المطلقة.. لا تقلقي من تهديد طفلك فهو طبيعي لدى الأطفال في تلك المرحلة، حيث يرفضون الذهاب إلى الحضانة والانفصال عن الوالدين وخاصة الأم، ولولا أنه يحبك بشدة ما قال ذلك، وأما بالنسبة لموضوع كونه في عمر الثالثة فإن العديد من المختصين في مجال التربية يرون أن دخول الطفل للحضانة قبل سن الرابعة غير صحي ويعرضه للاضطرابات النفسية؛ ولكن بعض الأسر تحت ضغط توقيت العمل مُجبرون على إرسال الأطفال للحضانة قبل هذه السن.
ونفضل في تلك السن اللجوء إلى مربية تحل محل الأم، كالجدة أو إحدى القريبات، أو الأسرة المستضيفة؛ حيث تقوم إحدى السيدات باحتضان الطفل فترة من النهار لحين عودتك من عملك.. فهذا يعد أفضل من الحضانة.
وفي حال الاضطرار إلى الحضانة في غياب البدائل السابقة فإن الطفل يحتاج إلى تهيئة وتحضير لدخول الحضانة، وتعتبر مرحلة التهيئة مرحلة صعبة جدًا لما تتركه في نفسية الطفل من آثار ترسم علاقته مع التعليم بقية حياته، ولذا ينصح الخبراء الوالدين بالتخطيط لها جيدًا واستباقها بمجموعة من الإجراءات التمهيدية، والتي من شأنها تقليل الآثار السلبية على الطفل، ومن هذه الإجراءات:
أولًا: يمكن أن يُعهد إلى الجدة أو الخالة أو إحدى الصديقات الاهتمامَ بالطفل في الفترة السابقة لإرساله إلى الحضانة. وهكذا يعتاد الطفل على وجود أشخاص آخرين غير الوالدين يهتمون به، مما يسهّل لحظات الانفصال.
ثانيًا: طمأنة الطفل قبل الدخول إلى الحضانة بأيام، وعلى الأم أن تشرح لطفلها أنها تذهب إلى عملها خلال النهار، وأنه خلال هذا الوقت سوف يكون في الحضانة، حيث يوجد أشخاص يهتمون به، وحيث يلتقي أقرانًا له.
ثالثًا: في حالة طفلك.. حيث الأبوان منفصلان، فإن الطفل هنا يحتاج إلى مشاركة من الأب أيضًا، حتي لا يبدو أن الام هي الأشد قسوة من الأب، ومطلوب من الأب هنا أن يحبب له الحضانة ويصورها أمامه بشكل جذاب، ولا بأس من أن يرافقه للبحث عن دور حضانة في محيط تواجد الطفل الدائم، ومناقشة الطفل في مميزات كل مكان وعيوبه.
رابعًا: يفضل أن نُلحِق الطفل بدار حضانة يكون بها أحد رفاقه أو أصدقائه أو أقاربه الذين يألفهم؛ فهذا يبدد عنده الإحساس بالغربة والوحشة، ويعزز ارتباطه بالمكان أكثر، ويعينه على الصبر على غياب الأم طوال هذه الفترة.
خامسًا: يفضل أن يذهب الطفل إلى الحضانة بمرافقة الأب في اليوم الأول، فهذا يدفع عنك كونك القاسية الوحيدة في حياته.
سادسًا: تقديم هدايا تحفيزية له، ولا بأس من عمل حفلةٍ ودعوةِ الأقارب، بحيث يبارك له الجميع ليشعر بأن خطوة الحضانة خطوة سعيدة يباركها كل من حوله.
سابعًا: يمكنك وأبيه كل على حدًى ونظرًا لظروف الانفصال، أن تشاركانه مشاهدة أفلام كارتون أجنبية تحمل تصورات جيدة عن الحضانة، حتى يتأكد أن هناك أطفالًا كثيرون يذهبون إلى الحضانة بشكل طبيعي ودون مشكلات.
ثامنًا: مرافقة الطفل خلال الأيام الأولى لدخوله الحضانة، وقد يستغرق اندماج الطفل مع الحضانة أسبوعين، وفي بعض الحضانات من الممكن أن يُسمح لأحد الوالدين بأن يرافق الطفل خلال النهار، ومشاركته في لحظات خاصة ومميزة كاللعب أو الغداء أو القيلولة، وتتقلص ساعات البقاء مع الطفل يومًا بعد يوم إلى أن يعتاد تدريجيًا على المحيط الجديد.
تاسعًا: يمكننا السماح له باصطحاب لعبته المفضّلة، ويعتبرذلك بالنسبة إلى الطفل شيئًا مهمًا؛ فوجود دميته معه يساعده على تحمل ابتعاده عن الأم، كما يذكره بالمحيط العائلي، ويشعره بالطمأنينة عندما يخرج من فلكه العائلي.
عاشرًا: على الأم أو الأب منح لحظة الوداع الوقت الكافي، كي لا يشعر الطفل بأن والدته مستعجلة، بل عليها أن تطمئنه بنبرة صوتها، ولكن في الوقت نفسه عليها ألا تبالغ في إطالة لحظات الوداع هذه.
حادي عشر: يُنصح أن يقوم الأب باصطحابه إلى الحضانة في صباح اليوم الذي يكون في ضيافة أبيه، والعودة به في المساء، كي يتأكد له أنكما متوافقان على قرار إلحاقه بالحضانة.
ثاني عشر: على الأب أو الأم العودة في الوقت المحدّد إلى الحضانة؛ لأخذ الطفل، فهذا يشكّل أمرًا مهمًا بالنسبة إليه، مما يعزّز ثقته بوالدته أو والده ويسهّل لحظات الوداع الصباحية.
ثالث عشر: ملاحظة سلوك الطفل بعد عودته من الحضانة؛ للتأكد مما إذا كان سعيدًا أم لا، و في البداية قد لا يكون كذلك، ولكن حين يعتاد يصبح يحبها، بينما إذا استمر غير سعيد لفترة طويلة فهذا مؤشر على أنه غير مرتاح في الحضانة.
رابع عشر: من المهم أن يكون فريق العمل في الحضانة مكوّنًا من اختصاصيات مطّلعات على كل ما هو متعلق بالطفل، وكيفية التعامل معه من الناحية النفسية، ومن الضروري أن يكون محاطًا بأشخاص لطفاء بشوشين ودودين، يحبون الأطفال.