أعاني مع أولادي في اختيار اللعب المناسبة، وكثيرًا ما وقعنا فريسةَ شراءِ اللعب مرتفعة السعر ثم سرعان ما تُلقى في صندوق اللعب المركونة، ومهما اشترينا من ألعاب، فإن أطفالي يسأمون منها بسرعة ولا يجدون فيها المتعة الطويلة، وقد قرأت كثيرًا في موضوع كيفية اختيار اللعبة للطفل، ولكن لم أجد فيها العلاج الشافي لحالة السأم السريع التي يُصاب بها أولادي بعد شرائهم أي لعبة.. فهل أولادي حالة خاصة أم كل الأطفال هكذا؟ وبماذا تنصحونني؟
الألعاب والدمى من الأشياء المهمة في حياة الطفل، منذ ولادته وحتى يكبر ويدخل عالم الشباب، وتختلف الألعاب المناسبة للأطفال باختلاف أعمارهم، فيبدأ الأطفال بألعاب الرُّضَّع المكونة من الحيوانات القطنية والأطواق الملونة، والعضادات الطبية التي تساعدهم في ألم ظهور الأسنان، ثم تزداد ألعابهم تعقيدًا مع العمر لتناسب تطور إبداع الطفل وخياله وذكائه.
وموضوع سرعة سأم الطفل من اللعبة سريعًا هو شيء طبيعي في عالم الأطفال، وهو مؤشر ربما يكون إيجابيًا وليس سلبيًا، فقد ينم عن شخصية إبداعية، لا تحب الروتينية وتميل إلى الابتكار، وهذا النوع من الأطفال يغلب عليه حب الدمية التي يصنعها بيده، ولكنه يسأم منها أيضًا، لكن ليس بالسرعة التي تتم مع اللعبة المشتراة له، ويميل هذا الطفل إلى الانتقال من لعبة إلى لعبة ويحب التجديد والابتكار، وهذا النوع من الأطفال يحتاج إلى معايير خاصة من الضروري الالتزام بها عند شرائنا أي لعبة له، ومن هذه المعايير:
أولًا: ترك الفرصة له لاختيار اللعبة التي يريدها، إذا كان في سن يسمح له بالاختيار، مع الحرص على الانتباه بأنها تناسبه.
ثانيًا: من المهم أن يدرك الآباء اختلاف الخيارات بين الذكور والإناث في اختيار اللُّعب؛ فالذكور غالبًا يفضلون اللُّعب التي ترمز إلى القوة، كالمسدسات والطائرات والدبابات والقطارات؛ أما البنات فيفضلن العرائس، إلا أن بعض علماء النفس يحذرون من الألعاب التي ترمز إلى العنف، بالذات في حالة الأطفال العدوانيين.
ثالثًا: اختيار الألعاب التركيبية التي يصنعها الطفل بيده شيء ضروري، مثل المكعبات والمجسمات.
رابعًا: اختيار اللعبة التي تناسب شخصية الطفل وحالته النفسية، فعلى سبيل المثال، إن كان الطفل يعاني من التوتر فيمكن منحه لعبة بالونات من المطاط، حيث يبدأ في ضربها عدة مرات للتخفيف من توتره، أما إن كان الطفل يعاني من الملل، فالدمية المتحركة أفضل خيار له لاستعادة نشاطه وحيويته. وهناك ألعاب تناسب الطفل الانطوائي الخجول، والطفل شديد الذكاء، والطفل الذي يعاني من تشتت الانتباه، وهكذا.
خامسًا: عند اختيار ألعاب الركوب كالدراجة، يجب أن تتوفر بها شروط السلامة؛ وأن تكون مصنوعة من مادة لا تصدأ، وغير قابلة للكسر، وتقاوم الاحتكاك، ومتوازنة عند حركتها وتوقفها.
سادسًا: في حالة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يمكن شراء ألعاب أقل من عمر الطفل بسنة أو ستة أشهر، ويمكن تغييرها عند ملاحظة عدم انسجام الطفل معها وعدم القدرة على اللعب بها دون يأس أو إحباط.
سابعًا: التركيز على الألعاب الجماعية والألعاب الرياضية، فإنها تناسب الطفل الملول، لأنها تكتسب جاذبيتها من روح الفريق والعمل الجماعي المضاف إلى اللعبة.
ثامنًا: ولدفع الملل عن طفلك إزاء ألعابه، يمكنك اتباع عدة حيل لتجديد شوقه تجاهها، وذلك من خلال التالي:
- يمكنك إخفاء اللعب لفترة ثم إظهارها بعد ذلك، وستلاحظين أنه سيقابلها بشغف المفتقد لها، وسيتعامل معها كما لو كانت جديدة.
- كذلك يمكنك إخفاؤها ثم إظهارها في حال تواجد أطفال زائرين يشاركونه اللعب، حيث إن اهتمام الطفل الزائر باللعبة يجعل طفلك يُقبل عليها بشوق.
- كذلك يمكنك إعادة تدوير اللعب، كأن تجمعي الحيوانات الصغيرة وتثبيتها على لوح خشبي أو كرتوني، وعمل سياج حولها لتكون مجسمًا لحديقةِ حيوان، ونفس الأمر مع العربات الصغيرة، حيث يمكنك صناعة مرفأ سيارات وتثبيت السيارات فيه... وهكذا.
- أيضًا فإن حُسن تخزين وعرض اللُّعب للطفل يثير شغفه تجاهها، ويدفع عنه الملل.
- كذلك يمكنك استخدام الدمى في عمل مسرح للعرائس، وتقديمها له بصورة أكثر تشويقًا.