الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

جارتي تماطل في إعادة ما تستعيره.. فهل أمنع العطاء عنها؟
الإستشارة

جاءت جارتي وطلبت منى مقص السمك فقمت على الفور بإعطائه لها، وبعد أن أخذته، مر أسبوع والثاني والثالث حتى مر شهر، ولم تقم بإعادة المقص، فذهبت إليها كي أطلبه، فوجدتها قد بدا عليها الضيق والضجر، ثم دخلتْ وأتت بالمقص، وقالت لي: للعلم لم استخدمه، وكان مُلقًا في الدُّرج منذ الوقت الذي أخذته منك فيه، فتضايقتُ منها ومن أسلوبها حقيقة، لأنه إذا لم تكن لها به حاجة، فلماذا أبقته عندها طوال تلك الفترة؟ ونتيجة لذلك، عزمت في نفسي ألا أعيرها شيئًا من عندي مرة أخرى، لكنني أخاف أن يكون ذلك خطأ أو حرج شرعي.. فماذا أفعل؟

الإجابــة

في الحقيقة، جارتك ارتكبت خطأين كبيرين في حقك:

أولهما: أنها تعلم أن البيوت تحتاج أدواتها باستمرار، وأنه عندما تعير الآخرين أشياءها؛ فليس للاستغناء التام، وإنما للإعارة المؤقتة، بتوقيت ضيق جدًا، ومن ثَم فقد كان عليها أن تُسرع بإعادة أشيائك ولا تضطرك إلى عناء الذهاب إليها لإحضار ما يخصك، وكان عليها أن ترد الإحسان بالإحسان، ولكنها للأسف لم تفعل!

الثاني: أن تلك الجارة وبدلًا من أن تشكرك، قامت ببخس حقك، وأعطتك إحساسًا بأن ما فعلتِه معها لا شيء، وأنها لم تستفد منك بشيء، رغم أنك مأجورة من الله، سواء استفادت هي من تلك الاستعارة أم لا، وكان عليها- بغض النظر عن استفادتك أم لا- أن تشكرك وتظهر لك عظيم الامتنان، وهذا ديدن الكريم دائمًا، إذا أعطيتِه قليلًا أو كثيرًا شكرَ وامتنّ.

أما فيما يخص ما تحدثك به نفسك من عدم إعطائها أشيائك ثانية، فلا أنصحك بذلك، لما في العطاء من ثواب كبير عند الله، ولكن يمكنك اعتماد نظام العطاء المشروط، كأن تتفقي معها أنك ستكونين بحاجة إلى أشيائك بعد ساعات قليلة خلال نفس اليوم، ولا تسمحي بأن تمكث الأشياء بالأيام عندها، لأنها قد تتلف أو تضيع، أو تنسى الجارة أنها أخذت منك ذلك الشيء من الأساس، مما يوغر صدرك ويؤثر على نفسك بالحزن.. جعلك الله وإيانا من أهل العطاء.

  

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت