الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

أعاني مع صغيرتي في كتابة الواجبات المنزلية؟!
الإستشارة

ابنتي في الصف الثاني من الروضة (KG 2).. وأعاني معها في كتابة الواجبات المنزلية فهي بطيئة جدًا، تكتب حرفًا ثم تنشغل بالالتفات حول نفسها أو اللعب بالقلم أو فعل أي شيء إلا الواجب، رغم أنها تعرف جيدًا كيف تكتب وإمكانياتها جيدة جدًا.. ولا أدري ماذا نفعل كي نشجعها على كتابة الواجب؟

الإجابــة

في العادة نبدأ مع أبنائنا في القراءة والكتابة من سن الثالثة تقريبًا، من خلال تفعيل حواس التعليم لديهم، وهى: الاستماع والمشاهدة والقراءة والكتابة، واتفق التربويون على تأجيل إجبار الطفل على الإمساك بالقلم للكتابة قبل السادسة، ويرون أنه يمكن تعليم الطفل في هذه المرحلة بالألعاب والتلوين والرسم والفك والتركيب والتجميع وبالأناشيد، ونوهوا إلى إن إمكانيات الأطفال قبل هذه السن متفاوتة في القدرة على الإمساك بالقلم، داعين إلى عدم إجباره على الإمساك بالقلم قبل السادسة للكتابة، وهذا ما يتم في المدارس المتقدمة تربويًا ومنهجيًا في رياض الأطفال، حيث يستخدمون طرقًا في التعليم غير تقليدية بحيث تلعب دورًا في تقريب المعلومات وتكوين صورة عن المواد المراد تعليمها دون الاعتماد بشكل أساسي على القلم.

ورغم ذلك لا نستطيع أن ننكر أن نظام التعليم العربي خاصة في رياض الأطفال ما زال يأخذ بالمنهج التقليدي، والذى يدفع الطفل إلى الكتابة من أول يوم يدخل فيه الروضة، وهذا النظام يجعل المعلم يعتمد على السبورة والكراسة والقلم كعناصر رئيسية في التعليم، وهو شكل استسهالي تَتَّبِعُه المدارس، وهذا يلقى تبعات كبيرة على البيت وعلى الوالدين خاصة، لدرجة تصبح معها الواجبات عقوبة للوالدين قبل أن تكون عقوبة للطفل نفسه، وهذا يجعل التعليم عملية ضاغطة على الأسر وعلى أطفالها، وحتى نصل إلى مستوى متقدم كما في الدول المتقدمة في نظامها التعليمي، فعلينا أن نتعامل مع معضلات العملية التعليمية في بلادنا على وضعها الحالي، والتصرف لتفادي أعراضها الجانبية السيئة على الأطفال، وهذا يستدعي منا التالي:

أولًا: وقبل كل شيء، علينا التزام الهدوء وعدم الانفعال؛ لأن انفعالنا على الأطفال يدفعهم إلى كراهية كتابة الواجبات، وربما كراهية المدرسة والعملية التعليمية كلها.

ثانيًا: لا يعني الهدوء أن نهمل كتابة الواجبات، بحيث تتعود الطفلة على عدم أداء واجباتها المدرسية مما يؤثر على مستواها التعليمي في المستقبل وربما على شخصيتها ككل في الالتزام بواجباتها الحياتية.

ثالثًا: علينا أن نتبع معها نظام التحفيز، كأن نرصد لها جوائز، تحصل عليها كل يوم تنهي واجباتها فيه.

رابعًا: السماح بأوقات راحة وترفيه ولعب بين أوقات المذاكرة؛ لدفع الملل وتجديد نشاط الجسم وحيوية العقل.

خامسًا: الجلوس للمذاكرة في أماكن جيدة التهوية ومبهجة بأنوار مناسبة وأفق واسع لا مغلق، وتغيير أماكن المذاكرة وتجديدها بين الحين والآخر بعد التشاور مع الطفلة حول المكان الذي تستريح فيه أكثر.

سادسًا: عدم التدقيق مع الطفل في حجم الحرف أو الكلمة أو كثرة الكلمات والحروف في الصفحة، وفى هذا تقول إحدى الأمهات: «ولأنني غير مؤمنة بنظام الواجبات على طفل الروضة،  كنت أتغاضى كثيرًا عن بعض الأشياء التي لا تؤثر على فهم الطفل للمعلومة كأن يكتب ثلاثة أحرف في الصف ليكون مجمل ما يكتبه في الصفحة 9 أحرف، ولكي لا أعطي المعلمة إيحاء بالإهمال فكنت أسطر جدولًا يستوعب عدد الحروف الموجودة بالصفحة بحيث تبدو قلة الأحرف ناتجة عن العملية التنظيمية داخل الجدول وليس لتقاعس الطفل أو بطئه، وكانت النتيجة أن توقع المعلمة داخل الصفحة بالشكر على النظام!

سابعًا: إذا كان للطفلة رفاق تحبهم من الأطفال القريبين منكم فيمكن كتابة الواجب بشكل جماعي، حيث أن وجود الأطفال مع بعضهم وكتابة الواجب معًا يخلق تنافسية وجو مليء بالحيوية وخالٍ من الروتينية التي لا يحبها الطفل.

ثامنًا: إذا كانت الأسرة تتمتع بإمكانيات مادية جيدة؛ فيمكنكم الاستعانة بمعلمة رياض أطفال تساعد الطفلة في الاستذكار وكتابة الواجبات إذا كان يُسعدها ذلك ولا تراه ضاغطًا عليها.

شكر الله لكِ اهتمامكِ بأولادِك، وأعانكِ على تربيتهم.

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت