ابنتي في العاشرة من عمرها واشترت طلاء أظافر، وتريد أن تضع منه على أظافرها وتخرج إلى الشارع مع صديقاتها في العيد وهي متزينة به، ونحن نعرف أنه بالإضافة إلى أن طلاء الأظافر شكل من أشكال التبرج المنهي عنها فإنه أيضًا لن يصح لها وضوء في وجوده، ومن ثم ستبطل صلاتها وهي في سن التكليف بالصلاة، فهل أرفض وأمنعها من ذلك؟ أم أوافقها على اعتبار أنها لم تبلغ بعد؟!
في الحقيقة، غالبًا ما تكون الفتاة في هذه السن غير مكلفة بالحجاب؛ لأنها لم تبلغ المحيض كما ورد في حديث النبي ﷺ لأسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها، وغالبًا ما تبلغ الفتاةُ المحيضَ في بلادنا بين الثانية عشرة والخامسة عشرة، وهناك حالات قليلة تكون قبل ذلك.
لكن القضية ليست في كون البنت مكلفة بالحجاب أو غير مكلفة، ولكن القضية في تكوين الثقافة ومعرفة التكليف بمفاهيمه وحِكَمه والحكمة من ورائه، ومعايشة أجواء ترسخ الإيمان والتسليم به، وهذا ما لا بد من تكوينه قبل الممارسة بسنوات ربما قد تبدأ مع بداية نمو الوعي لدى الابنة أو الابن.
ومن هنا علينا أن نتساءل هل نتكلم عن طلاء الأظافر كمبطل للوضوء ومن ثم صلاة البنت؟ أم نتكلم عن علاقته بالتبرج وفتنة البنت وتضاده مع فكرة الحجاب الذي هو لحماية البنت والمرأة؟
في الحقيقة، لو تكلمنا عن طلاء الأظافر كمبطل للوضوء فإن المستحدثات الجديدة في صناعة طلاء الأظافر قد أسفرت عن منتجات جديدة يقال إن بها مسامًا تسمح بنفاذ المياه إلى الظفر، وهناك أيضًا أنواعًا يسهل نزعها وتركيبها ويمكن فعل ذلك بسهولة عند كل وضوء وإعادة الطلاء أو تركيب جديد بسهولة، ووفقًا لذلك فيمكننا القول بأنه قد تم حل قضية صحة الوضوء والصلاة.
لكن قضية التبرج تبقي قائمة وهو ما يجب تنبيه الابنة عليها، وتبيان ذلك لها بوضوح وضرب الأمثلة، والأم والأخت الكبرى والأسرة ككل تكون قدوة عمليه هنا لصرف الفتاة عن المسلك، ويفضل أن يتم ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة والممارسة العملية من المحيطين بها، كما أن نوعية الصديقات وبيئاتهم ومدى تَقْوى أهليهم مَطلب ضروري لخلق جوّ عامّ نحو الحجاب؛ ممارسةً وثقافةً وأخلاقًا وروحًا.
في هذه السن لا نفضل نظام الطريق المسدود والأمر غير الموضح، وإنما نحبذ طرح البدائل وتنويع المخارج، ومن هنا يمكننا توجيهها إلى الحناء، واصطحابها إلى من يجيدون رسم الحناء وإقناعها بفوائدها وشكلها الجميل.
أعانك الله على تربية ابنتك وسائر أبنائك على ما يحب الله ويرضى.