الاستشارات

الاستشارات تقديم نصائح متخصصة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف بكفاءة.

في الغربة.. كيف نجعل أطفالنا يستشعرون أجواء رمضان؟
الإستشارة

نعيش في بلد أوروبي بأطفالنا منذ عامين وقد اقترب رمضان، ورمضان في الوطن كانت له أجواء جميلة يشعر بها الصغير والكبير، حيث المساجد العامرة وأصوات الصلوات واستعدادات الشوارع، وصلة الأرحام والإفطارات التشاركية، والبرامج الدينية للأطفال والكبار.. والآن نحن في الغربة حيث حركة الحياة في رمضان عادية ولا يشعر أحد بأي تغيير، وأخاف أن يموت إحساس أولادي برمضان بهذا الشكل ويقل استعدادهم له، وتضعف روحانيتهم فيه، فماذا عليّ أن أفعل حتى يبقي الإحساس بنفحات رمضان حيًّا بداخلهم؟

 

الإجابــة

اتفق معكم بأن رمضان يلعب دورًا مهمًا في توثيق علاقة الطفل بعقيدته وتفاصيل مكوناتها، فنحن نُعلم الطفل منذ الرابعة أو الخامسة أركان الإسلام وأركان الإيمان ونجعله يرددها ويتغنى بها، لكن تفاصيل كل وَحدة من تلك الوَحَدات يتشرب معانيها الطفل من ممارسات الأهل وحركة المجتمع والمتداخلات التربوية الأخرى، فهو يعرف أن رمضان ركن من أركان الإسلام الخمسة، لكنه يشعر بمدى قدسيته وعلو مكانته مما يراه من استعدادات وممارسات أهله ورفاقه وأقاربه وفى الشارع والمسجد والمدرسة والتليفزيون.

إن الصيام من العبادات التي نستشعر أجواءها في حركة المجتمع؛ حيث تتغير فيه مواعيد تناول الطعام فيغير الناس مواعيد طعامهم وكذلك أنماطه، فبعد أن كانوا يتناولون 3ثلاث وجبات في اليوم أصبح المجتمع بأكمله يجتمع في توقيت واحد ليتناول الإفطار ولديه حد أقصى قبل الفجر والإمساك لتناول السحور.. مفردات جديدة ومسميات جديدة وعادات جديدة يتوافق عليها المجتمع ويمارسها وهو سعيد ويهنأ بعضهم بعضًا على ذلك.. هكذا يرى الطفل رمضان شكليًا، لكن الجوهر هو ما يعنينا، إذ لا بد قبل رمضان أن نقدم للطفل معلومات عن رمضان وعن الصيام وفقه الصيام ببساطة.

وحقًا في الغربة تغيب الروح الجماعية في رمضان وقد يصوم الفرد بمفرده، وقد تصوم الأسرة بمفرها، وهنا ما كان الطفل يتشربه من المجتمع لم يعد موجودًا، وهو ما يُلقي بالعبء على الأسرة التي يجب أن تنتبه إلى ذلك وتكثف من استعداداتها التَّهَيُّئِية من خلال ما يلي:

  • يجب أن تبدأ الاستعدادات لرمضان من رجب وشعبان حيث تبدأ الأسرة في وضع برنامج لصيام التطوع، وهنا لا مانع من إيقاظ الأطفال لتناول وجبة السحور، مع توضيح أهمية وجبة السحور للصائم وفوائدها وتعليمهم حديث الرسول ﷺ عن السحور.
  • في بداية رمضان يمكننا إعداد زينة رمضان، كنوع من إدخال السرور والبهجة وإشعار الطفل بخصوصية وأهمية المناسبة.
  • في رمضان كان أحد الصالحين يوقظ كل من في البيت لتناول السحور، حتى الرُّضَّع كان ينصح بإرضاعهم في وقت السحور لينالهم بركة السحور، ولذا يمكننا إشراك الأطفال معنا وجبة السحور حتى أولئك الذين لن يكون بمقدورهم الصيام.
  • تدريب الأطفال الصغار على الصيام التدرجي حتى يمكنهم الصيام الكامل بعد مرحلة تتفق عليها معه الأسرة حسب قدراته وصبره، والاحتفال بمن يستطيع صيام اليوم كاملًا.
  • علينا اشراك الطفل معنا في إعداد تمر الإفطار، ومائدة الإفطار وتعليمهم دعاء الإفطار.
  • يمكن اصطحابهم إلى أماكن إقامات الصلوات الجامعة في المساجد أو المراكز الإسلامية، وإن لم يكن ذلك متاحًا فيمكننا إقامة صلاة الجماعة في البيت وكذلك صلاة التراويح، وإفهام الطفل بأن صلاة التراويح نافلة خاصة بشهر رمضان حيث لا يجتمع المسلمون على صلاة نافلة إلا فيها وفي رمضان فقط.
  • يمكن للأسرة دعوة أسر مسلمة في الجوار لتناول الإفطار معها، وتوضيح ذلك للطفل بأنه يستحب في رمضان أن تفطر صائمًا لما في ذلك من ثواب.
  • تشجيع الأطفال على قراءة القرآن لمن يستطيع القراءة وعمل ورد في ذلك ورصد الجوائز لذلك، كذلك مساعدتهم على حفظ القرآن، ولا مانع من إضافة فقرة لتفسير القرآن.
  • هناك قنوات عربية تبث على القمر الصناعي الأوروبي أو على الإنترنت وتقدم في رمضان برامج دينية قيمة، تساهم في إدماج الطفل في الغربة بسياقه الثقافي والديني، خاصة في رمضان وتقدم أناشيد دينية ومسلسلات تاريخية إسلامية وغيره مما يتيح فرصة معايشة الجو الرمضاني في البيئة الإسلامية.
  • يمكننا أيضًا عمل مسابقة ثقافية أو تعبدية، ورصد الجوائز لها فهذا يدخل السرور ويحقق أجواء المنافسة في الطاعات.

 

 

لديك سؤال تحتاج الي إجابة عليه ؟
يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال عنوان الرسالة
يرجى إدخال الرسالة
يرجى التحقق من أنك لست روبوت