عادل الأنصاري يكتب: قراءة في مشروع التغيير عند الإخوان المسلمين (1-4)

يتزايد الجدل خلال العقود الأخيرة حول ماهية وطبيعة المشروع الإسلامي الذي تطرحه الحركات الإسلامية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها كبرى هذه الجماعات التي تطرح مشروعًا ذا طابع سياسي واجتماعي، يلتحم مع مجريات كثير من الأحداث الإقليمية والدولية، خلال العقود الأخيرة، خاصة في مرحلة الثورات العربية التي وقعت مع مقتبل العقد الثاني من القرن الجديد.

ويحتدم هذ الجدل وترتفع حدته عندما يتعرض الحراك لتنفيذ هذا المشروع لشيء من الجزْر وكثير من التحديات وجملة من العقبات، حينها يكثر -مع تلك العقبات- الحديث عن مدى جدوى المشروع وعن مدى واقعيته وصلاحيته، بل وترتفع الأصوات حينا بعدم وجود المشروع بالكلية، أو بالحد الأدنى عجزه عن التعامل مع معطيات الواقع المعاصر.

ومع ارتفاع الأصوات التي ترفض المشروع أو تشكك في إمكانية تحققه على أرض الواقع، تظهر في المقابل نزعات واضحة من أصحاب المشروع بالتمسك به وسط هذه العقبات مع يقين يخالج أصحابه بنجاح الفكرة وانتصار المشروع.

وبعيدًا عن أصوات التشاؤم ونزعات التفاؤل، لنا أن نطرح سؤالًا: هل تملك جماعة الإخوان المسلمين مشروعًا حضاريًا حقيقيًا للتغيير؟ وهل لديها تصور للتعامل مع الواقع المعاصر بكل تشابكاته ومتغيراته، أم أنها تحمل خطابًا عاطفيًا يستفيد من رصيد التدين لدى عموم المسلمين الذين ينزعون بطبعهم ناحية الدين، ويقبلون التفسيرات التي تقترب مما يعتقدون.

وإذا كان لجماعة الإخوان مشروعًا حقيقيًا ومتكاملًا، فما هي ملامح هذا المشروع؟ وما مدى ملامسته للواقع واقترابه من الحقائق، وهل هذا المشروع هو أقرب إلى الفلسفة النظرية وأبعد منه عن الواقع المعيش، أم أنه يلتحم بهذا الواقع ويتشابك ومعه ويسعى لتحريك مائه الراكد؟

الإجابة على هذه الأسئلة لم تعد ترفًا فلسفيًا، أو نزقًا فكريًا، أو إغراقًا في مجال النظريات المجردة، بل باتت -خلال هذه المرحلة- ملحة، وأصبح فتح الحديث عنها واجبًا، وصارت الإجابة عليها من ضرورات الوقت ومقتضياته.

وفي هذا الملف نقف على أبعاد هذا المشروع ونتعرف على ملامحه وأبعاده، ومن ثم نقيم معطياته ونطرح محدداته للنقاش والحوار الجاد.

 

أجزاء الملف: 

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم