Business

الدكتور الرئيس محمد مرسي

في خبر صادم، أشاع الحزن على جميع الشرفاء في العالم.. أُعلن خبر وفاة السيد الرئيس الدكتور محمد محمد مرسي العياط الإثنين 13 شوال 1440هـ الموافق 17 يونيو 2019م، أول رئيس مدني منتخب في مصر، والذي جرى عليه انقلاب عسكري في الثالث من يوليو من عام 2013مـ حيث جرى إخفاءه قسرًا لمدة أربعة شهور قبل أن يودع في السجون بالعديد من التهم الملفقة من قبل سلطات الانقلاب، والتي كانت دائمًا تستشعر عدم الشرعية في ظل تمسك الرئيس مرسي بشرعيته المنتخبة، وفي ظل وجوده.

وفق ما جاء في موقع إخوان ويكي- الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين- أن اسم د. محمد مرسى برز فى برلمان 2000 فكان له دور واضح ومؤثر خلال تلك الدورة البرلمانية كرئيس للكتلة البرلمانية، فله العديد من المواقف المجابهة للنظام السابق، حيث كانت أبرز مواقفه مشادته مع وزير الإسكان السابق والمسجون حاليًا، محمد إبراهيم سليمان، قبل انعقاد إحدى جلسات المجلس؛ بسبب فساد الوزارة، كما له مواقفه من ملف السجون والحريات في الواقع المصري، كما كان صاحب أول طلب إحاطة واستجواب للحكومة حول حريق قطار الصعيد، الذي توفى فيه المئات من المواطنين.

كان للدكتور مرسى دور واضح فى القسم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين؛ فقد دخل مكتب الإرشاد عقب وفاة الأستاذ مأمون الهضيبي رحمه الله عام 2002م، وقد أشرف د. مرسى من وقتها على القسم السياسي الذي شهد تفاعلًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، بدءًا من مبادرة الإصلاح التي أطلقتها الجماعة عام 2004م، ومرورًا بطرح برنامج الحزب (القراءة الأولى) عام 2007م.

 

فمن هو؟

محمد محمد مرسي عيسى العياط، ولد في 8 أغسطس1951 في قرية العدوة، مركز ههيا بمحافظة الشرقية، ونشأ في قريته وسط عائلة مصرية بسيطة لأب فلاح وأم ربة منزل، وله من الأشقاء أختان وثلاثة من الإخوة، تفوق عبر مرحلة التعليم في مدارس محافظة الشرقية، انتقل للقاهرة للدراسة الجامعية وعمل معيدًا ثم خدم بالجيش المصري (1975 - 1976) كجندي بسلاح الحرب الكيماوية، تزوج عام 1978 ورزق ب 5 من الأولاد.

بعد قضاء فترة الجيش.. استطاع أن يحصل على درجة الماجستير في الهندسة جامعة القاهرة 1978م، ثم سافر للخارج فحصل على درجة الدكتوراة في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982م.

وبعد حصوله على درجة الدكتوراة، ظل بالجامعة لفترة حتى حصل على درجة أستاذ مساعد في جامعة نورث ردج في الولايات المتحدة في كاليفورنيا بين عامي 1982 -1985.

عاد إلى وطنه فعمل أستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة- جامعة الزقازيق من العام 1985 وحتى العام 2010.

 

العمل السياسي

انتخب د. مرسي عضوًا بنادي هيئة التدريس بجامعة الزقازيق، حيث كان له جهود بارزة في العمل الاجتماعي والخدمي من خلال النادي.

كما اختير عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.

انتخب عام 2000 عضوًا بمجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان، وشغل موقع رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان والمتحدث الرسمي باسمها.

وفى آخر انتخابات لمجلس الشعب 2005 حصل على أعلى الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه بالتزوير.

كان من أنشط أعضاء مجلس الشعب وصاحب أشهر استجواب في مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد، وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه.

تم اختياره عالميًا كأفضل برلماني 2000-2005 من خلال أدائه البرلماني.

شارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير بالمشاركة مع الدكتور عزيز صدقي وغيرهم عام 2004م.

شارك في تأسيس الجمعية المصرية للتغيير بالمشاركة مع الدكتور محمد البرادعي وغيرهم عام 2010م.

شارك في تأسيس حزب الحرية والعدالة، ثم شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي والذي ضم العديد من الأحزاب.

انتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011 رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة، بجانب انتخاب د. عصام العريان نائبًا له، ومحمد سعد الكتاتني أمينًا عامًّا للحزب.

 

اعتقاله

اعتقل عدة مرات منها:

7 أشهر.. حيث اعتقل صباح يوم 18 مايو 2006 من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية، وهم المستشارَين محمود مكي وهشام البسطاويسي بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005 واعتقل معه 500 من الإخوان المسلمين وقد أفرج عنه يوم 10 ديسمبر 2006.

كما اعتقل صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 أثناء ثورة 25 يناير، ضمن عدد كبير من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب.

 

ترشحه للرئاسة

بعد أن دفع حزب الحرية والعدالة بالاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمون بخيرت الشاطر مرشحًا لانتخابات الرئاسة المصرية 2012، قرر الحزب في 7 إبريل 2012 الدفع بمرسي مرشحًا احتياطيًّا للشاطر كإجراء احترازي خوفًا من احتمالية وجود معوقات قانونية تمنع ترشح الشاطر.

وقررت لجنة الانتخابات الرئاسية بالفعل استبعاد الشاطر وتسعة مرشحين آخرين في 17 أبريل.

ومن ثم قررت جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي المتمثل في حزب الحرية والعدالة، الدفع بمحمد مرسي، الذي قبلت اللجنة أوراقه، مرشحًا للجماعة.

قال الحزب والجماعة في بيان مشترك لهما: «إنه إدراكًا من جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، بخطورة المرحلة وأهميتها، فإن الجماعة والحزب يعلنان أنهما ماضيان في المنافسة على منصب رئاسة الجمهورية، من خلال مرشحهما الدكتور محمد مرسي، بنفس المنهج والبرنامج، بما يحقق المصالح العليا للوطن ورعاية حقوق الشعب».

 

مرسي إنسانًا ربانيًا

التحق محمد مرسي بجماعة الإخوان المسلمين في أوائل الثمانينات، حيث تدرج في مواقعها حتى أصبح عضوًا في مكتب الإرشاد، ثم رئيسًا لأول حزب لجماعة الإخوان بعد ثورة يناير 2011م، وهو حزب الحرية والعدالة، غير أن هذه الأمور لم تشغل مرسي عن الحفاظ على عبادته في أوقاتها، وحرصه على حفظ القرآن الكريم حتى أنه في إحدى جلسات المحاكمة طلب مصحفًا فرفضت السلطات ذلك، فقال: «كيف يمنعون عني المصحف، ونسوا أني أحفظ القرآن منذ ثلاثين عامًا، غير أنى كنت أود أن ألمسه».

وظل يهتف سواء في البرلمان أو في الثورة أو الرئاسة أو في السجن أن القرآن دستورنا، والرسول زعيمنا، والجهاد سبيلنا- لا خير لهذه الأمة إلا بالشريعة الإسلامية.

حتى كانت آخر رسالة يرسلها من محبسه في 25 أكتوبر 2014، وكان نصها:

«شعب مصر العظيم: أهنئكم بالعام الهجري الجديد والوطن في ذروة ثورته، وشبابه في أوج عزمهم ونفاذ كلمتهم، أهنئكم وقد أثلج صدري استمرار ثورتكم ضد هذا الانقلاب الكسيح، وقياداته الذين يريدون إخضاع الوطن وهيهات لهم ذلك، خائفين من مصير أسود عقابًا لهم على ما اقترفته أيديهم من جرائم في حق هذا الشعب العظيم.

ولا يفوتني أن أعلن بكل وضوح أنني قد رفضت ولا زلت أرفض كل محاولات التفاوض على ثوابت الثورة ودماء الشهداء، تلك المحاولات الهادفة إلى أن يستمر المجرمون وينعموا باستعباد شعب لم يستحقوا يومًا الانتماء له، وإنني كذلك أشدد تعليماتي لكل الثوار الفاعلين على الأرض بقياداتهم ومجالسهم وتحالفاتهم ورموزهم ومفكريهم وطلابهم، أنه لا اعتراف بالانقلاب، لا تراجع عن الثورة، ولا تفاوض على دماء الشهداء.

كل عام وأنتم ثوار، وأنتم أحرار، أما أنا فإن يقيني بفضل الله لا يتزعزع في نصر الله لثورتنا وثقتي لا تهتز في عزائمكم المتوقدة وبأسكم الشديد.

وإن شاء الله لن أغادر سجني قبل أبنائي المعتقلين، ولن أدخل داري قبل بناتي الطاهرات المعتقلات.

وليست حياتي عندي أغلى من شهداء الثورة الأبرار، وقد استقت عزمي من عزم الشباب المبدع في كل ميادين الثورة وجامعاتها، ولم ولا ولن أنسى أبنائي من المجندين الشهداء الذين يطالهم غدر الغادرين، بعد أن أحال الانقلاب الوطن إلى بحور جراح أعلم أن الثورة طبيبها، وأن القصاص منتهاها.. فاستبشروا خيرًا واستكملوا ثورتكم، والله ناصرٌ الحق، ولن يَتِرَكُم أعمالكم.

وإن شاء الله نلتقي قريبًا والثورة قد تمت كلمتها وعلت إرادتها».

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم