تتيح أنشطة التربية البدنية والرياضية للطلاب الفرص الطبيعية الملائمة التي تنمي الثقة بالنفس، والتخفيف من حدة القلق والاضطرابات النفسية المختلفة، مما يؤدي في النهاية إلى الصحة النفسية، واكتسابهم لتحمل المسؤولية والتسامح والعمل التعاوني.
وهدفت هذه الدراسة: «حصص التربية البدنية والرياضة ودورها في التطوير التربوي للطلاب»، التى أعدها الباحثان عمر محمد علي، وعوض يس أحمد، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا- كلية التربية البدنية والرياضية، لمعرفة دور حصص التربية البدنية والرياضة في التطوير التربوي لطلاب المرحلة الثانوية، وأجريت على عينة عشوائية مكونة من 30 طالبًا، وقد أسفرت نتائج الدراسة أن لحصص التربية البدنية والرياضة آثار عديدة، منها: اكتساب الطلاب عادات صحية وغذائية، والإعداد المتكامل للطالب بدنيًا ونفسيًا وثقافيًا واجتماعيًا، بجانب اكتسابه الثقة في النفس، وتنمية روح التعاون والمسئولية الشخصية.
قواعد حصص التربية الرياضية
يمكن للطلاب وعلى مختلف مراحلهم الدراسية أن يحققوا فوائد عديدة من هذه التجارب سواء أكانت إيجابية أو سلبية عند ممارسة النشاط الرياضي، والتي يمكن أن تشكل أداة عمل قيمة في العملية التربوية إذا كانت الأهداف واضحة، مع التشديد علي دور المعلم في هذه العملية. ويمكن إيجاز بعض القواعد المقترحة في الحصص:
- السماح للطلاب بوضع ضوابط السلوك في الحصة بمشاركة وتوجيه من الأستاذ، في تحديد الحوافز الإيجابية والسلبية عقب إصدار أي منهم للسلوك الناجح والخاطئ.
- الاهتمام بإجراء الاختبارات الدورية وتسجيل نتائجها بواسطة المعلم والطالب نفسه، وتشجيعه على تسجيل نتائجه الخاصة وتتبعها من خلال الرسوم البيانية.
- تكون أهداف الحصة موجهة نحو جودة الجهد وجودة الأداء قبل جودة النتائج، ونحو السلوك الحميد واحترام الزملاء قبل الفوز عليهم.
- التعامل مع الطلاب وسلوكهم في الحصة التدريبية من منظور أنه ناتج للتكوين البدني والعقلي والانفعالي لشخصياتهم، وليس من المنظور الفني للأداء فقط.
- استخدام الإجراءات في الحصة التي تشير للطالب بوضوح مدى الحرص عليه والاهتمام بحياته ومستقبله، بنفس القدر من الاهتمام برفع مستوى مهاراته.
وظائف النشاط المدرسي
الوظيفة النفسية (السيكولوجية)
- تنمية الميول والمواهب.
- تحقيق الصحة النفسية.
- تعديل السلوك إلى الاتجاه المرغوب.
- استثمار وقت الفراغ.
- مصدر لتنمية دافعية التعلم داخل الفصل ورفع مستوى الإنجاز.
- إشباع حاجات الطلاب وتلبية ميولهم ورغباتهم.
الوظيفة التربوية
- تحقيق مفهوم التعلم الذاتي والتعلم المستمر.
- توفير الخبرات الحسية والحركية المباشرة خلال التعليم.
- إكساب العديد من الاتجاهات المرغوبة، مثل: الدقة، النظافة، احترام الآخرين.
- الكشف عن الميول والقدرات المتميزة وتنميتها.
- تنمية العديد من المهارات المعرفية، مثل: الاستنتاج، التفسير، الربط، التحليل.
- المساعدة على تفهم المناهج واستيعابها.
- توفير الفرص للاتصال بالبيئة والمجتمع والتعامل معهم.
- تقوية العلاقة بين الطلاب والمدرسة، وتكوين صداقات مع الطلاب والمدرسين.
- الوعي بأهمية وقيمة أوقات الفراغ.
الوظيفة الاجتماعية
تتيح تلك الأنشطة الفرص الخصبة للمشاركة والتعاون والتعامل مع الآخرين، مما يؤدي إلى مساعدة الطلاب على التكيف مع الحياة، فهي جزء من الإعداد للحياة بشكل عام، إضافة إلى أهميتها في تكوين العلاقات الاجتماعية والابتعاد الأنانية والتفرقة العنصرية أو العرقية أو غيرها، وذلك من خلال العمل الجماعي والتفاعل مع الجماعة.
ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
- تقوية العلاقة بين المدرسة والمجتمع.
- التدريب على الخدمة العامة.
- التدريب على التعامل مع الآخرين.
- التشجيع على الأعمال الجماعية.
- احترام آراء الآخرين وحرية التعبير عن الرأي.
- تعلم التوفيق بين الصالح الخاص (الفردي) والعام (الجماعة).
وهنا يجب التأكيد على أن النشاط المدرسي ذا المردود المفيد والإيجابي هو الذي يكون مناسبًا لقدرات واستعدادات التلاميذ، ويكون ملائمًا وملبيًا لميولهم ورغباتهم ومشبعًا لحاجاتهم الأساسية. فنلاحظ أن الحاجة إلى النشاط البدني والحركي لدى الأطفال في المراحل التعليمية الأساسية لا يتم إشباعها بدرجة ملائمة، حيث تشير نتائج الأبحاث العلمية في مجال التربية البدنية والرياضة إلى أن حصة تربية بدنية واحدة أسبوعيًا لا تلبي سوى 4 % من الحاجة الحركية اليومية للطفل، وحصتين أسبوعيًا لا يقدمان سوى 11% من النشاط الضروري للتنمية البدنية (على افتراض جودة الدرس من حيث النشاط)، علمًا بأن الطفل من الممكن أن يحقق ما يقارب من 20% من احتياجاته الحركية بطريقة عفوية خارج الدرس. وهذا في مجمله (31 %) لا يغطي احتياجات الطفل الحركية بكفاية تعود عليه بالفائدة، مما يؤكد أهمية النشاط اللاصَفِّيّ في إشباع الحاجات الأساسية.
الأسس الترويحية
- يساعد النشاط الطلابي في توفير الأنشطة الترفيهية، كالرياضة وغيرها للطلاب.
- تشجيع الطلاب المشاركين في الأنشطة المتنوعة لتطوير احترام الذات، وتعلم دروس مختلفة من التعاون بين الزملاء، ومعالجة المشكلات التي قد تقع بينهم.
- أن الاهتمام بالأنشطة الترويحية للطلاب يقوي عندهم الشعور بالانتماء الجماعي، والتوحد مع أهداف الجماعة، ولذلك يجب العناية بالرحلات والمعسكرات التي تحقق للطلاب فرص العمل الجماعي الصداقة، والتعرف على البيئة.
- تنمية أذواق واهتمامات الطلاب في الهوايات المختلفة والرياضة والفنون.
على ضوء النتائج التي جمعت من أفراد العينة وبعد التعديل الإحصائي توصل الباحثان إلى الآتي:
- يستحق الطالب المجتهد تقديرًا أكبر من زملائه.
- يفضل تشجيع الطلاب علي تتبع نتائج الاختبارات الحركية.
- الاهتمام بحياة الطالب ومستقبله يجب أن يكون متكاملًا: فنيًا، وثقافيًا، واجتماعيًا.
- الحصة الرياضية مجال خطب لتطوير المهارات الاجتماعية والنفسية للطالب.
- وضع أهداف الحصص ومحتوياتها يتطلب معرفةً بخصائص النمو والمرحلة العمرية.
- المعرفة الجيدة والخبرات السابقة في النشاط الرياضي من أهم خصائص المعلم.
- دافعية المعلم نحو الإنشاء والتطوير من أهم المحفزات.
- معرفة المعلم بأسلوب الاتصال الجيد مع الطلاب من أهم مواصفاته.
- المدخل الإنساني في النشاط الرياضي هو المدخل المناسب للطلاب.
- التربية البدنية تكسب الطلاب سرعة ودقة الإدراك الحسي.
- تكسبهم الثقة بالنفس وتقدير الذات.
- تعلمهم احترام الزملاء والفريق المنافس ومجموع القوانين.
- تساعدهم على بناء الوعي الثقافي والمعرفي.
- تنمي لديهم روح التعاون والمسئوليات الشخصية.
.