Business

دور المؤسسات التربوية في تنمية المجتمع

المؤسسة التربوية هي الحيز الذي يساعد المتعلم على طلب المزيد من العلم المفيد واكتساب السلوك الحسن والسير نحو الفضائل. وتتنوع المؤسسة التربوية بحسب المرحلة العمرية التي يكون فيها المتعلم، فالأسرة تحتضن الأطفال فتنمي فيهم النهج القويم والسلوك الحسن منذ نعومة أظفارهم، ثم المدرسة لها دور أكبر في اكتساب الطالب العلم والمعرفة وازدياد وعيه، فيرتقي الطالب إلى مرحلة عالية في مجال التعليمي والسلوكي.

ولأهمية المؤسسة التربوية؛ أعطاها الفكرُ التربوي دورًا بارز من خلال إيصال المادة التربوية إلى الفرد في المجتمع المعاصر. وبذلك قد دفعت العملية التربوية إلى الأمام، والوقوف بوجه نشاط عولمة الثقافة الغربية وتخلخلها في المجتمع الإسلامي المعاصر، ولأجل ذلك أعد الأستاذ الدكتور عبد هادي فريح القيسي، الأستاذ بكلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد، دراسة بعنوان: «دور المؤسسات التربوية في تنمية المجتمع»، تحدث فيها عن بعض تلك المؤسسات التربوية البارزة وإمكانية تفعيلها لكي يستنير الفرد المعاصر ويحافظ على وجوده كإنسان ويتمتع بشخصية بارزة في المجتمع.

 

أولًا: البيت

البيت يشكل أصغر وحدة اجتماعية تقوم بالعملية التربوية. وهو الذي يقدم التربية والثقافة لصغارها، لأن الطفل يتعلم في المنزل اللغة والتعبير والقيم والعادات، وبذلك فهو أهم مؤسسة تربوية مؤثرة في شخصية الطفل تقوم من خلالها علاقات مباشرة يستخدمها الطفل في أسس تكوين الشخصية، وبذلك تصبح الأسرة لها الدور الكبير في تقويم شخصية الطفل تقويمًا سليمًا وفق معايير معتمدة على القيم الأصيلة والمؤسسات التربوية الأخرى كالمدرسة والمؤسسة الإعلامية والثقافية التي لها الدور في تقويم سلوك الطفل منذ نعومة أظافره.

وأعطى الإسلام الأسرة المكونة من «الأب والأم» السلطة في تقويم أبنائهم منذ الولادة حتى استقلالهم، ومع ذلك فإن للأب دور في تربية أبنائه حسب ما يريد، وقد أشار الرسول ﷺ لذلك فقال: «ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».

وبذلك بين لنا رسول الله ﷺ دور الأسرة في التأثير على الطفل في جميع جوانب الحياة. ومؤسسة البيت هي مؤسسة تربوية لها أثرها في توجيه الطفل نحو الاتجاه الصحيح وتعليمه القيم العليا والتحلي بالأخلاق الحسنة وترك الأخلاق السيئة.

والأسرة النواة الصغيرة للمجتمع. لأن المجتمع يتكون من أسر متعددة، تختلف في كثير من العادات والتقاليد، ولكن استطلاع الإسلام أن يوحد هذه الأسر بالتعاليم الصحيحة ونشر الأخلاق الفاضلة فيها، ولذلك فقد جعل الأسرة أساس الحياة الاجتماعية، فمهما كانت قوية كان المجتمع قوي، ومهما ضعفت فيكون المجتمع ضعيفًا.

إذًا بروز الأسرة بالإخلاص والأخلاق الفاضلة ينال المجتمع التقدم والرقي، وتصبح مؤسسة تربوية صحيحة مفعلة لنشر مبادئ الفكر التربوي الإسلامي، وما يدعو إليه من أخلاق وسلوكيات وقيم رفيعة تسمو بالفرد ليكون عنصرًا متعاونًا داخل مجتمعه.

تفعيل دور الأسرة

للأسرة دور حيوي في تنشئة أبنائها النشأة الصحيحة، وفي تنمية قدراته العقلية والجسمية، إذ أن الطفل يظل داخل الأسرة خلال سنواته الأولى حتى تفتتح مشاعره وتنمو ملكاته داخل أسرته، وهي التي تنمي شخصيته وتزويده بالخبرات والمهارات الحياتية التي سوف يستفيد بها في نواحٍ عديدة في حياته، فالخبرات الاجتماعية السليمة والعلاقات المتعددة التي تتوافر عند الطفل من خلال الأسرة في السنوات الأولى من حياته تقوم بدور مهم في تكوين وبناء شخصيته وانطباعاته وزيادة ثقافته واكتسابه الأخلاق الحميدة.

لذلك نجد أن الرسول ﷺ يحمل الوالدين مسؤولية التربية فقال: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».

وهذا المنهج هو الذي يُفَعِّل دور الأسرة كونها المؤسسة التربوية الأولى في تنشئة صحيحة. ولا يكون ذلك إلا من خلال أمرين مهمين هما:

  • الأول: البناء السليم للأسرة.
  • ثانيًا: التوجيه الصحيح من خلال اعتماد المنهج التربوي القويم.

فالتفريط بالبناء السليم للأسرة يفقدها القدرة على تنفيذ التوجيه الصحيح من خلال اعتماد منهج التربية الصحيحة. فالأول مكمل للثاني، فإذا فشل الأول فشل الثاني وبذلك تنحدر الأسرة ولا تستطيع أن ترتقي بأفرادها أخلاقيًا وسلوكيًا. وبالتالي سوف يصيب منظومة المجتمع نوعًا من الخلل باعتبار أن الأسرة هي نواته. وبذلك يصبح أفراد الأسرة أعضاء غير فاعلين في المجتمع وسيكونون عبئًا ثقيلًا عليه من الناحية الأخلاقية والاقتصادية والثقافية، ولذلك وُضع الفكر التربوي الإسلامي من أجل تفعيل دور الأسرة هذين الأمرين الذين يتطلب تطبيقها العودة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية. ومن أجل تطبيق البناء السليم للأسرة والتوجيه الصحيح لا بد من تطبيق الآتي:

  1. الاستشعار بالمسؤلية الحقيقية للأب وأنه القدوة للأسرة.
  2. أن يحسن اختيار زوجة أو مربية لأبنائه قال ﷺ: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».
  3. العدل أساس البناء السليم في جميع الأمور، إذ به تصبح الأسرة متماسكة متعاونة.
  4. أن يشرف الأب على تربية أبنائه بنفسه، يراقبهم عن بُعد يحافظ عليهم من المؤثرات الخارجية سواء كانت مجلة أم فلمًا أم فضائيات أم أجهزة الاتصال؛ لأنها تؤثر على الطفل تأثيرًا كبيرًا.
  5. تطبيق منهج التربية الإسلامية، لأنه المنهج الصحيح الصالح لكل زمان ومكان، يقول ﷺ: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
  6. توجيه الطفل وتثقيفه ثقافة صحيحة من خلال الأسرة لكي تتحدد لديه معالم الطريق إلى الحياة الكريمة.
  7. تحديد جلسات أسبوعية مع الزوجة والأبناء وإرشادهم نحو الفضائل وتحذيرهم من الرذائل، وإبعادهم عن الأفكار الهدامة للأخلاق، وتوعيتهم عقائديًا وأخلاقيًا.

 

ثانيًا: المؤسسة التعليمية

إن تحديد الهدف التربوي في المؤسسة التعليمية (سواء كان رياض أطفال أم المدرسة أم المعهد أم الكلية) من الأمور المهمة على صعيد تفعيل تلك المؤسسة، لأن تحديد الهدف يجعل من القائمين على المؤسسة يسيرون على وفق خطة واضحة المعالم تتحقق من خلالها الأهداف المنشودة، والتي وضعت الخطوط العريضة لها سابقًا. إذ يتم تنفيذ الخطة على مراحل، منذ أن يضع الطفل قدمه في الروضة أو في المدرسة الابتدائية ثم تسير تلك الخطة بالتدريج لتصل إلى المرحلة الجامعية، ومن ثم إلى الدراسات العليا في الجامعات والحصول على أعلى شهادة تعليمية وفي مختلف التخصصات، وبذلك فلا بد من تحديد الهدف من المؤسسة التعليمية وهي:

  1. إعداد الطفل والناشئ والشاب ليكون إنسانًا عابدًا لله صادقًا قويًا، ينطلق بذلك ليستفيد من كل طاقاته وما يمتلك من إمكانات، وما يتوفر له من سبل ليبتكر ويطور في الأدوات والوسائل والأساليب لخدمة الإنسانية.
  2. تهدف هذه المؤسسة من خلال منهج الإسلام في التربية إلى أسلمة المناهج التربوية. وصياغة نظام تعليمي الإسلامي في روحه وأهدافه. وتربيته؛ لأن الطالب لا يتفاعل معها إلا أن تكون نابعة من بيئته ومعتقدهم، ومحفزًا لأفكارهم ونفوسهم على التطور الإيجابي، والسير بهم إلى الازدهار.
  3. تربيته على تحمل وأداء الواجبات الاجتماعية وإكسابه القيم الإيجابية التي تسيطر على سلوكه في جميع المجالاتـ وكذلك تربيته على حب الخير للجميع، واكتسابه الصفات الحسنة. والتعاون مع الجميع لرفع مستوى المجتمع في جميع مجالات الحياة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
  4. للتعليم أثر في تربية الفرد على احترام الرأي وإحسان الاستماع إليه ومناقشته حتى يظهر الحق من الباطل.
  5. في التعليم نقل لحضارة الأمة وثقافتها من جيل إلى جيل، وهي تراث إنساني يستفيد منه المجتمع في جميع عصوره فتنقل المدرسة أو الجامعة ما قام به الأجداد سابقًا إلى العصور اللاحقة لكي نتأسى لذلك التراث القيم المحمل بالإبداعات التاريخية في جميع مجالات الحياة.
  6. المؤسسة العلمية تهدف إلى إيجاد الرابط الدائم بين الدين والعلم، وهذه من خصائص بعثة الرسول ﷺ، وكانت نتيجته وجود حركة علمية، غيرت موازين الحياة لجميع الأمم الإنسانية.
  7. التعليم يسعى إلى توعية الطلاب في الجامعات والمدارس بأهم القضايا الاجتماعية والسياسية على مستوى العالم، وإعداد العقول المبدعة في الاستكشاف العلمي، والتي ترتقي بالمجتمع إلى التطور والازدهار وفي جميع المؤسسات العلمية.

فتفعيل دور تلك المؤسسات ينطلق من نشاطاته العلمية المرافقة للمناهج والمقررات لتلك المؤسسات، ولا يكون ذلك إلا ضمن أسس وضوابط لها الأثر في تفعيل هذه المؤسسات وهي:

  1. تعديل أغلب المناهج والمقررات الدراسية ووضع برامج النشاط بما يتلائم وينسجم مع تحقيق ما وضعت تلك العملية التربوية، وبذلك يحقق التكامل بين النشاط والمنهج.
  2. تعاون المؤسسات مع الطلاب لكي تنجح العملية التربوية وتسير نحو التفعيل السليم، وتشهد أرض الواقع ذلك، لا يكون فقط بالقول دون الفعل.
  3. ألا يكون النشاط والتفعيل خارجًا عن المبادئ والأخلاقيات التربوية الإسلامية، والعادات والقيم الصحيحة مما يؤدي إلى فشل تفعيل تلك المؤسسات.
  4. إقامة الأبحاث والتجارب في الكليات والمعاهد لكي يزداد نشاط الطالب؛ فتتطور قابلياته للابتكار والاختراع والإبداع في المجال العلمي وبذلك ضلعت مواهبه ونُمي عقله نحو الأفضل.
  5. لأجل تفعيل هذه المؤسسات لا بد من وجود مكتبات تحتوي على الكتب العلمية التي لها الدور الفعال في نشاط العرفي والتربوي لكي ينال الطالب قسطًا من تلك العلوم، فيبدع في جميع المجالات.
  6. لمعرفة وعي الطلاب ونشاطاتهم فلا بد من إقامة معارض تعليمية تربوية تثير اهتمام الطلاب من نشرات جدارية ورسم الصور وذكر نشاطات وخبرات ومساهمات الطلبة، هذا بدوره يزيد من الأنشاط ويحرك الهمم ويوقظ النائم. ويظهر النشاط إلى الوجود.
  7. وقد يكون لإقامة السفرات العلمية والترفيهية. يؤدي إلى فوائد عظيمة من التعارف وتمازج الأفكار وتبادل الخبرات ودليل على التعاون وإزالة الفوارق بين الطلاب، والعمل بالوحدة والأخوة الصحيحة، وفيها ترويح عن نفسية الطالب وبذلك يزداد نشاطه بعد هذه الرحلات الشيقة.

 

ثالثًا: المؤسسة الإعلامية

لهذه المؤسسة أثر كبير في تنمية المجتمع لأنها المعلم الجديد في عصر التقدم التقني، ولها الصلة القوية بالتربية والتعليم، فيمكنها الاتصال بالجماهير من خلال الصحافة والإذاعة والتلفزيون وجميع الوسائل المقروءة والمسموعة، إذ بها يزداد المجتمع وعيًا وثقافة. فيحصل عليها المجتمع بسهولة بسبب انتشارها الواسع وتطور التقنيات الواسع. فجميع هذه الوسائل طرقت الحياة الاجتماعية واستغلت الإنسان وأخذت الجهد الكبير من وقته، وهناك أناس مدمنون على ذلك لاستمتاعهم بمشاهدة كثير من البرامج، وبعدما ازداد استخدام الأقمار الصناعية وتطور التقنيات الإلكترونية في وقتنا المعاصر. حتى وصلت إلى كل بيت من بيوتنا من خلال استخدام الشبكة المعلوماتية العالمية، وكأن العالم عائلة واحدة يعايش بعضها بعض.

وواقع الإعلام المعاصر يؤكد أن له آثارًا سلبية على المجتمع المسلم من خلال الفضائيات المتنوعة الأجنبية والعربية، والتي جلبت العادلات والتقاليد المرفوضة وجعلتها تطورًا وثقافة مفروضة على المسلم المعاصر، وقد حذرنا الرسول ﷺ من ذلك فقال: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» يقصد اليهود والنصارى.

وبهذا فإن للإعلام المعاصر آثار سلبية ساهمت في إبعاد المجتمع المسلم عن القيم والعادات الإسلامية الصحيحة. ومن تلك الآثار:

  1. تؤثر على المجتمع المسلم من خلال بث التشكيك في العقيدة والقيم والمبادئ الإسلامية، ونشر الأفكار والمعتقدات الجاهلية، وعرض كل ما يضعف إيمان المسلم وهذا أول المعاول لهدم المجتمع الإسلامي، فالذي لا عقيدة له هو الذي يهدم مجتمعه بيده.
  2. الدعوة إلى التطبع بطبائع الغرب والإقامة في الديار الغربية، لكي يكتسب الشاب المسلم الصفات والعادات والتقاليد الغربية وينسى تعاليم دينه الحنيف وعاداته وتقاليده، والسير وراء الجنس، وهذا ما تظهره القنوات الفضائية لإغراء الشاب المسلم بذلك.
  3. تحاول القنوات الفضائية طمس اللغة العربية!! إذ تمنع الفضائيات استخدام اللغة العربية، وتستخدم اللهجة العامية، كما في المسلسلات العربية أو المدبلجة إلى العربية.
  4. تصوير الفرد المسلم والداعي إلى الله في كثير من وسائل الإعلام على أنهم طبقة منحرفة، حتى لا يستمع الناس إليهم ولا يثقوا بهم. وبذلك يسير بعض المجتمع إلى دعاة والانحلال والأخلاق السيئة.
  5. نشر كثير من أفلام الجرائم وبذلك يستسيغ المجتمعُ الجريمةَ ويعتادها من خلال تلك الأفلام.

وبعد التعرف على هذه الآثار السلبية للمؤسسات الإعلامية، لا بد من إعلام عربي له قيمه وعاداته يحاول أن يبني قضايا الأمة ويخلص الناس من ذلك الزيف وكذب البراهين التي تزينه وتدين غيرهُ. فتطوير الشبكة المعلوماتية والتقنية وتوظيفها في خدمة المؤسسة التربوية والاجتماعية، والأخذ من العالم ما هو يخدم المسلم ومجتمعه ونبذ كل ما سواه. ولا يكون ذلك إلا بعد تفعيل المؤسسة الإعلامية وإتباع الخطوات التالية:

  • أولًا: تفعيل المؤسسة الإعلامية التربوية الإسلامية من خلال نشر الأخلاق وتعاليم الدين والقيم الفاضلة والمفاهيم الرشيدة.
  • ثانيًا: لا تفعل المؤسسة الإعلامية إلا أن تكون ثابتة ومرنة، على أسس ومبادئ التي يقوم عليها الإعلام الإسلامي؟ ومواكبة التطورات في جميع مجالات الحياة.
  • ثالثًا: التنسيق والتعاون الوثيق بين الإعلاميين والتربويين في إعداد الخطط الإعلامية، واختيار برامج دينية تنشر الأخلاق والقيم الصحيحة.
  • رابعًا: محاولة فتح قنوات إسلامية موجهة إلى الدول الأوربية والعالمية وشرح تعاليم الإسلام، وفضح أكاذيب الغرب ضد الإسلام والمسلمين.
  • خامسًا: هناك في الأمة من يمتلك مالًا، فعليه أن يسخر ذلك المال لخدمة المشروع الإسلامي وتفعيل المؤسسة الإعلامية تربوية، التي تزيد من الوعي الديني والثقافة للفرد والمسلم، وبذلك نشر للأخلاق والقيم الصحيحة في المجتمع المسلم.

 

رابعًا: المؤسسة الثقافية

لهذه المؤسسة إسهامات عظيمة لها الأهمية في تحديد معالم الشخصية الإسلامية، للفرد والمجتمع، وتلك الشخصية التي تتسم بسمات القوة والهيبة والمجد، وتؤهل المسلم لأن يقوم بدوره في تشييد بناء الحضارة الإنسانية، والإسهام في النهضة العلمية والتقنية، والتي تنشر الوعي الثقافي على جميع المستويات.

إن تفعيل مؤسسة الثقافية الإسلامية ونشرها في المجتمع، يحافظ على الهوية الإسلامية من الضياع، وصد للهجمات والغزو الغربي من خلال نشر الثقافة الغربية، التي تختلف عن الثقافة الإسلامية شكلًا ومضمونًا.

وسنتكلم عن تفعيل المؤسسة الثقافية تربويًا من خلال الوسائل المهمة لتوعية الناس بمضمونها وما تحتويه من قيم فاضلة، وآداب وأخلاق، تختلف عما هو موجود عند الغرب ومن هذه الوسائل:

  1. المؤسسة الفنية: لها الدور الكبير في مجال التربية وتعليم، من خلال التمثيل، بتشخيص التراث أو الواقع المعاصر ونقله عن طريق التمثيل من خلال المسلسلات أو المسرحيات أو الأفلام إلى المجتمع لكي يطلع على تراثه القيم. 
  2. المؤسسة الترفيهية: وهذه المؤسسة تشمل النوادي الرياضية والملاعب والمسابح والنوادي الثقافية والأدبية والفنية والحدائق والمتنزهات وكذلك الفنادق وغيرها من الأماكن العامة التي يعتادها الناس بقصد الترويح عن النفس، فهي تقوم بنشر الثقافة وتربية الأجيال جسميًا وخلقيًا وثقافيًا ونفسيًا. فتخلق منهم أعضاء فاعلين في مجتمعهم، قادرين على بنائه بأفضل صورة.
  3. دور النشر والطباعة والمكتبات: لهذه المؤسسة الدور الكبير في نشر الوعي الثقافي والفكري بنشر الكتب المطبوعة التي تعد أهم وسيلة في التربية والتعليم؛ إذ هو المصدر الوحيد للمعلومات ووسيلة مهمة للتربية في جميع المجالات، مع وجود مصادر تربوية أخرى في هذا العصر، ووجود الحاسوب الذي يحتوي على آلاف الكتب بل يعد مكتبة ضخمة في جميع المجالات. فلا يمكن الاستغناء عن الكتاب في تفعيل مبادئ الفكر التربوي الإسلامي إلى حيز التطبيق، وتثقيف المجتمع المسلم بأصول الشريعة. وعلى دور النشر أن تنشر الكتب الأكثر فائدة في المجتمع.

 

وفي الختام فإني أقدم البيان التوضيحي لدور المؤسسات التربوية في تنمية المجتمع كل حسب دوره في بناء المجتمع:

دور المؤسسة

النظم السائدة المميزة

المصالح العامة

البيت

تربية الأسرة وفق النظم السليمة

رابط أساسي للمجتمع نحو الازدهار

المؤسسة التعليمية

زيادة الثقافة في المحاضرات للحصول على الدرجة العالية

التعلم الأخلاقي والإعداد المهني لجميع المؤسسات المجتمع

المؤسسة الإعلامية

مؤسسة أخلاقية

إذا استخدمت بالاتجاه الصحيح بجميع وسائلها

نشر الوعي الثقافي على جميع المستويات

المؤسسة الثقافية

التقاء الأفكار في هذه المؤسسة

وإنتاجها خطط وتدابير جديدة لفائدة المجتمع

الترويح عن النفس،

وإزالة التراكمات النفسية ومشاكل هذا العصر؛

 لكي ينتج العقل الأفكار الصحيحة

 

 

 

النتائج

  1. البيت هو النواة الصغيرة لتكوين المجتمع، فلا بد من إصلاحه لكي يكون قاعدة أساسية في تنمية المجتمع والسير به نحو الرقي والازدهار. ولا يكون ذلك إلا بتفعيل دور الأسرة والقيام كل فرد منهم بواجبه اتجاه المجتمع.
  2. المؤسسة التعليمية لها أثرها الكبير في تحويل المجتمع إلى الرقي في جميع مجالات الحياة، ومنها يتسع نور العلم والثقافة ومنها يعرف تراث الأمة والقيم والعادات والتقاليد.
  3. لابد من الاعتناء بالفرد منذ طفولته إلى أن يستقل بحياته لأنه عضو فعال في المجتمع، به يتطور المجتمع وينال السعادة.
  4. المرأة لها الدور الكبير في بناء المجتمع والسير به نحو الرقيٌ، فعليها التمسك بالقيم والعادات والإخلاص في العمل وتربية الأبناء بصورة جيدة.
  5. الإخلاص في العمل دليل على التربية الصحيحة، وبه ينال المجتمع التقدم والازدهار.
  6. للمؤسسة الإعلامية الأثر الكبير في تحويل المجتمع إلى مستوى أفضل ينشر التعاليم الصحيحة والتوجيهات السديدة التي تنتج عن العمل، وتفعيل جميع قوى والطاقات لتنمية المجتمع.
  7. الوسائل التثقيفية كثيرة فلابد من استخدامها لنشر التوعية والصدق في العمل في جميع ميادين الحياة ويتجه نحو الاتجاه الصحيح.
  8. لابد للفرد المسلم الابتعاد عن وسائل هدم الأخلاق بأنواعها لأنها دمار للفرد وللعائلة وللمجتمع، والتمسك بتعاليم الدين الحنيف والمحافظة على العادات والتقاليد الصحيحة.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم