Business

التحفيز التربوي في المدارس ودور المعلم كحجر زاوية

يعتبر التحفيز أحد أهم عوامل إيجاد الدافعية نحو التقدم في أي بيئة، خاصة البيئة التربوية، والتحفيز التربوي الإيجابي يأتي بنتائج مذهلة مقارنة بما قد يأتي به الترهيب والعقاب، ويعنى التربويون بتوسيع مجال التحفيز الإيجابي في المجتمع التربوي والمدرسي لما له من آثار نفسية ممتدة تتخطى حيز المكان الذي يتم الممارسة فيه وأيضًا الزمان الشاهد على تلك الممارسة.

وفي دراسة خاصة «للمنتدى الإسلامي العالمي للتربية» للباحثة حنان عطية حول «التحفيز التربوي في المدارس ودور المعلم كحجر زاوية» تُعرّف فيها التحفيز وتذكر أهم مصادره التي يُستمد منها، والطرق والأساليب التي تُتبع في توصيله للتلاميذ تربويًا.

 

مفهوم التحفيز

يُعرّف التحفيز بأنه هو كلُّ قول أو فعل أو إشارة تدفع الإنسان إلى سلوكٍ أفضل، أو تعمل على الاستمرار فيه وهو عملية نفسيَّة لها علاقة مباشرة بالرُّوح لا بالجسد، ومنه ما هو داخلي، وهو عبارة عن الدَّوافع الذاتية التي تحفِّزنا داخليًّا؛ مثل: مراقبة الله، والرغبة، والطموحات، ومنه أيضًا ما هو خارجي: وهو عبارة عن الدوافع الخارجية التي تحفِّزنا خارجيًّا؛ مثل: المكافآت والعلاوات والسُّلوكيات.

وقد تعددت تعريفات ومفاهيم التحفيز؛ ولعل أهم ما يخدم المعنى المراد به في مجال التحفيز التربوي هو ما أشار إليه طارق السويدان ومحمد العدلوني في كتاب «خماسية الولاء» بأنه: إكساب الفرد مستوى الثقة بالنفس وذلك للوصول إلى مستوى قدراتهم، وهو وصول الأفراد إلى حالة الشغف والتلهف والسرور بأعمالهم، ومحاولة إيصالهم إلى مرحلة القيام بكامل العمل ودون تذمر أو شكوى وبلوغهم مرحلة الفداء بكل شيء في سبيل مصلحة العمل.

كما أكد محمد مرعي في دراسته «التحفيز المعنوي وكيفية تفعيله في القطاع العام والحكومي العربي» على أهمية التحفيز في مسار العمل على اعتباره السبيل إلى المبادرة المستمرة والإبداع المتجدد، وطريق المقترحات الخلاقة التي تعالج جوانب القصور في الأداء، وأحد أهم أدوات والتطوير والتصحيح.

 

التحفيز في التربية الإسلامية

وقد سعت التربية الاسلامية إلى تحفيز طاقات الانسان وتحريضها على الإنتاج الخَيّر ودفعها دفعًا قويًا نحو تحقيق العبودية لله وحده، وقد تناول القرآن الكريم عددًا من أساليب التحفيز التربوي المتنوعة، ورغم أن المسلمين الأوائل وإن لم يعرفوا الحوافز بالاصطلاح المتداول في عصرنا، فإن ذلك لا يعنى عدم وجودها لديهم في ميدان التطبيق والواقع، فالحقيقة أنهم عرفوا ومارسوا الحوافز معنًى وأسلوبًا وموضوعًا.

وفى القرآن الكريم فيضٌ من الآيات الكريمة التي تحث على العمل وتثني على العاملين وتعلي من شأنهم، وله في ذلك أسلوب متميز، لا يضاهيه أو يقاربه أي أسلوب آخر؛ فغاية الحياة كما تجليها آيات القرآن هي في إحسان العمل وإتقانه وإظهار المواهب وإبراز القوى الكامنة في النفس الإنسانية: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (الملك: 2).

والقرآن الكريم يُنوع خطابه في الدعوة إلى العمل ليستفرغ طاقة الإنسان وجهده فيه: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (التوبة: 105).

وقد تنوعت أساليب التحفيز التربوي في القرآن الكريم؛ فتارة بالترغيب بما أعده الله من النعيم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} (الكهف: 107).

وتارة بالترهيب والتخويف: {بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 81).

 

التحفيز التربوي في العملية التعليمية

ويَتداخل كلٌّ من مُحيط المدرسة والفاعلين فيها- وخاصَّة طرَفَي المُدَرِّس والمتعلِّم- في تشكيل عناصِر الدَّافعية والتحفيز، إلا أنه رغم أهمية العناصر الأخرى، من السِّياسات التربويَّة، والأُطُر الإداريَّة المسؤولة عن توفير الجَوِّ الملائم لتحفيز المتعلِّمين، أضِف إلى ذلك عناصر المحيط المنفتح على المُؤَسَّسة التربوية، وبعيدًا عن همُوم المُدَرِّس الخارجية، فعلى المستوى البيداغوجي (التربويِّ) كثيرٌ من المدرِّسين يَلِجُ الدَّرس دون أن يَبْحث عن تحفيزات مُشَوِّقة تجلب اهتمام المتعلِّم، ما يؤدِّي إلى عدم انتباههم، وضَعْف الرَّغبة لديهم في التعلُّم، وظهور عدد من المشكلات السلوكية.

ولا تقع مسئولية التحفيز التربوي على المعلم وحده، وإنما تمتد لتشمل البيئة المدرسية ممتدة لما هو أوسع منها من قرارات إدارية وخطط وسياسات ونظرة عامة تجاه العملية التعليمية والتربوية والمستهدف والمرجو منها، وتشكِّل البيئة التعليميَّة منظومةً متكاملةً ومنسجمة، إذا اختلَّ فيها عنصر تأثرت به سائر الأركان، بدءًا من المَبْنى، الذي يجب أنْ يشكِّل فضاءً مُريحًا للتِّلميذ، يوفِّر له كُلَّ مستلزمات الأنشطة التربوية، ويُتيح له مجالًا فسيحًا للاندماج في الوسط التربوي؛ فمرورًا بالتَّقْلِيص مِن حِدَّة التقويمات والامتحانات التي تشكِّل الهاجس الأكبر، وفي بعض الأحيان المُعَرقِل لمهارات وتحفيزات المتعلِّم؛ حيث أن النُّقطة أو العلامة التي يحصل عليها، يمكن أن تهدِّد مسيرته الدراسية، رغم أنها في أحايينَ كثيرةٍ لا تشكِّل معيارًا دقيقا لنبوغ المتعلّم.

ولتحريك الكوامن الداخلية لدى المتعلِّم ودفعه دفعًا، لا بد أولا من احترام المميِّزات الجسميَّة والنفسيَّة والفكرية والمعرفية لديه في كل مرحلة، ومراعاة التدرُّج من بداية الأسبوع إلى نهايته، بشكل يتيح للمتعلِّم الاستعمال الأمثل لإمكاناته الجسمية والذهنية.

ومن الضروري أيضًا توفير بيئة تعلُّمية آمنة ومُحفِّزة من خلال جَعْل البيئة المدرسيَّة أكثر أمنًا وسلامة وعدالة، والسَّعي إلى تحريرها من مَظاهر العنف الجسدي والمعنوي والنفسي كافَّة، وبناء علاقات صحية سليمة بين مختلف أطراف العملية التعليمية/التعلُّمية، وإيجاد بيئة مدرسيَّة محفِّزة تطلق طاقات التلاميذ ومواهبهم وتَصْقلها وتنمِّيها، وتيسِّر مُمارسة المتعلِّمين لمهاراتهم وهواياتهم الرِّياضية والثقافية والاجتماعية، وترعى حقوق الطِّفل وتَحْميها، وتمكِّن التلاميذ من ممارسة حقوقهم المختلفة، وإسماع صوتهم والتَّعبير عن رأيهم وحقوقهم الأخرى، وتنمِّي لديهم القيم التربوية والإنسانية، وتعزِّز التزامَهم بها وامتثالَهم لها، وتُحفِّزهم وتُطْلِق طاقاتهم وتصقلها وتنميها، وترعى حقوق الطفل، وتعمل على توعيتهم حول حقوقهم، وتمكينهم من ممارستها. وقبل كل ذلك احترام إنسانيتهم وكرامتهم وحمايتهم.

 

المعلم هو المحفز الأول

ومهما قيل عن المؤثرات العامة والواسعة في العملية التربوية يبقى دور المعلم رئيسيًا في سد فجوات النقص في التخطيط أو الإدارة أو المتابعة؛ بل إن غياب أو نقص التواجد الجمعي لشركاء العملية التعليمية يجعل مجمل مهام التحفيز ملقاة على عاتق المعلم، والتحفيز من المعلم يعني أن كل عمل متميز يستحق الإشادة والتشجيع، حيث لا تعتبر العلامات المتقدمة وكلمة «ممتاز» أو «جيد» كافية وحدها كتحفيز، وإنما يجب أن يحوطها مجموعة من المكافآت التشجيعية كتخصيص مساحة على حائط الفصل لإبراز الأعمال المتميزة، أو القيام بإبلاغ أولياء الأمور بالتقدم الرائع لأبنائهم. أيضًا، فإن الجوائز الأسبوعية والمسابقات تعمل على أن يكون الطلاب في حالة حماس دائم.

وينصح دائما بالتركيز على الإشادة بالمجهود المبذول أكثر من الصفات الشخصية والذكاء، لأن ذلك سوف يدفع الطلاب، حتى الأذكياء منهم، إلى الاستمرار في العمل وبذل الجهد بشكل أفضل، وذلك بدلًا من التركيز على ذكائهم فقط.

أيضا الأهداف طويلة الأجل تحتاج إلى دوافع قصيرة الأجل. فيمكن للمعلم مساعدة الطلاب في وضع أهداف سريعة التحقيق، ثم القيام بتهنئتهم والاحتفال بنجاحهم عندما يحققون تلك الأهداف.

كما أن قيام الطلاب ببعض الوظائف في الفصل يمنحهم الشعور بالمسئولية. ويعمل على بناء علاقة قوية بينهم وبين رفاقهم وبين الفصل بأكمله. أيضًا، فإنه يمكن تفويض الطلاب في أداء مهمات بسيطة مثل تسجيل الحضور، مسح السبورة وتنظيم الجلوس. كما أنه يمكن إعطاءهم مهامًا أكثر جاذبية مثل العمل في مدونة الفصل ورعاية الحيوانات الأليفة أو العلاقات مع ضيوف الفصل.

 

وسائل تحقيق الإبداع في الفصول الدراسية

إن إيجاد طرق لدفع الطلاب لكي يكونوا أكثر إبداعا يتطلب أن يتحلى المعلم نفسه ببعض الإبداع في الجزء الخاص به من العملية التعليميّة التعلّميّة، لذلك فلا بدّ لنا من مراجعة طرق تدريسنا ونظرتنا للتعليم عامة، في أفق تكوين جيل من الطلاب المبدعين، والمستعدين لمواجهة تحديات المستقبل.

إن تحقيق الإبداع في الفصل الدراسي ليس معناه جعل عمل المعلم أكثر صعوبة، بل إنه في الحقيقة يمكن أن يجعله أكثر متعة وإثارة للاهتمام. كما أن اعتماد المهام التي تتطلب توظيف مهارة الإبداع سيؤدي حتمًا إلى جعل العمل أكثر جاذبية وتحفيزًا للطلاب إذ سيصبح على المعلم اتباع بعض الإرشادات؛ مثل تفاديه حصر طريقة إنجاز المهام في شكل واحد، فبعض الطلاب سيبدعون من خلال شريط فيديو أو رسم ساخر أو حتى عرض مسرحي، أكثر مما إذا تم حصر طريقة الإنجاز في كتابة موضوع إنشائي، حينئذ سوف يكون الطلاب أكثر تحفيزًا لإتقان العمل الذي يقومون به، وأكثر استعدادًا لاستثمار كل مهاراتهم وطاقاتهم للإبداع فيه.

كما يمكن للمعلم عمل وقت خاص للإبداع بالفصل وهنا يمكنه الاستفادة من قاعدة 20٪ التي توظفها الشركات عن طريق تطبيق فكرة «ساعة العبقرية» حيث يتم تخصيص ساعة للإبداع والابتكار في كل يوم دراسي، مع إمكانية تعديل مدة هذا النشاط ليتناسب مع خصوصيات الفصل الدراسي. وفي الجانب العملي، يمكن توفير بعض الأدوات للطلاب لإطلاق قدراتهم الإبداعية: الطباشير الملون، والطين، وأجهزة الكمبيوتر المحمول، الكمبيوتر اللوحي.. أو تسهيل الوصول للمكتبة أو الإنترنت في حدود المعقول بما يوفر شروط الإبداع والابتكار. وخلال فترة الإنجاز، فإنه بالإمكان تشجيع التعاون بين الطلاب، دون فرضه عليهم، والسماح لهم بممارسة هواياتهم، وإظهار اهتماماتهم.

أيضًا بات من الضروري إدماج مواد تعليمية غير تقليدية في الصف، وكذلك إعادة النظر في بنية الفصل حيث إن الطرق التقليدية في تنظيم الفصل الدراسي، لا تشجع المتعلمين بتاتًا على الإبداع، وهي مناسبة أكثر لطرق التدريس التقليدية التي يعتبر فيها المدرس مصدرًا للمعرفة والطلاب مجرد متلقين، أو بالأحرى مجرد أدمغة فارغة يجب شحنها بالمعرفة. هذه الحقيقة تفرض علينا إعادة تنظيم فصولنا الدراسية لتشجع التعلم التعاوني لما له من دورٍ بارزٍ في تنمية مهارات التواصل لدى المتعلّمين، وزرع بذور التعاون، وخلق روح الفريق لديهم، وتشجيع المناقشة والحوار، وتعزيز التفكير النقدي لدى المتعلمين.

 

الدور الاجتماعي التحفيزي للمعلم داخل الفصل

إن التحفيز التربوي الذى يقوم به المعلم داخل الفصل ليس مجرد مجموعة وسائل إجرائية أو طرق تربويًا ووسائل مستحدثة في التعامل داخل الفصل، وليست مجرد قواعد إدارية؛ ولكنها دور اجتماعية في المرتبة الأولى، إذ أن التعليم هو عملية اجتماعية بالدرجة الأولى تليه باقي المهام في الترتيب، ومن هنا يتحتم على المعلم أن يحافظ على جوّ اجتماعي متفاعل ومتعاون للفرقة الصفية تسوده الألفة والاهتمام المشترك، مبتعدًا بذلك عن التسلط، وأن يتمتع بشخصية دافئة ودودة ومنفتحة؛ فقد أشارت الكثير من الدراسات التربوية والنفسية إلى أن المعلم الذي يتمتع بالدفء والمرونة والتسامح والاهتمام بمصالح تلاميذه الصابر العطوف عليهم يحفز فيهم غالبًا هذه الصفات ويشجع الرغبة على استعمالها عند تعاملهم اليومي مع أقرانهم ومعلميهم وأسرهم.

وأضافت دراسات أخرى أيضًا بأن أسلوب المعلم غير المباشر في تفاعله مع طلابه وتوجيهه لهم يعتبر من العوامل المهمة المحفزة اجتماعيًا وإدراكيًا في الغرف الصفية. وعلى عكس ما سبق فإن المعلم المتجهم الناقد والعصامي في طبعه، غير المهتم برغبات ومصالح تلاميذه، والسلطوي المباشر في تعامله معهم يثير في نفوس التلاميذ الشعور بالنفور والمقاومة، ويزيد من فرص حدوث المشاكل الصفية؛ حيث من الممكن أن يقود كل هذا إلى تنمية ميول سلبية نحوه، وتجاه التعلم بشكل عام.

 

 مؤثرات على حافز التحصيل

يؤثر في حافز التحصيل لدى المتعلم إيجابًا أو سلبًا العديد من العوامل، وذلك حسب إيجابية أو سلبية هذه العوامل بخصوص رعاية وتشجيع حافز التحصيل، من هذه العوامل ما يلي:

أولًا: ثقافة المجتمع وقيمه العليا؛ فإذا كانت مركزية مباشرة كثيرة اللاءات والإملاءات والتعليمات؛ فإن حافز التحصيل يميل إلى الضعف لدى التلميذ لأنها تستهلك جل إدراكه وتركيزه ووقته في اتباع هذه الأطر الثقافية، وبذل أقصى الجهد في عدم الانحراف خوفًا من العقاب غالبًا.

أما إذا كان المجتمع وثقافته وقيمه متنوعة متسامحة ومرنة وغير مباشرة وغير مركزية، تسمح للتلميذ في التفكير والتصرف ضمن أطر عامة واسعة ليست مفصلة من المعقول والممنوع وتشجع لديه التعبير وصناعة قرارات الدراسة والتحصيل والنجاح؛ فإن الرغبة والطموح للنجاح والإبداع تبدوان عاليتين بدون شك.

ثانيًا: دور الفرد المتعارف عليه في المجتمع، فإذا كان الفرد يتمتع بقيمة ذاتية عالية؛ أي أولوية في التخطيط والتعامل والإدارة والتربية والصحة والوظيفة والحياة اليومية؛ فإن التلميذ بها يمتلك الرغبة والفرص للتحرك، ولإنجاز ما يطمح إليه بفعل حافز التحصيل. أما إذا كان المجتمع مركزيًا جماعيًا تقليديًا في نظرته لدور الفرد وتعامله مع حاجاته؛ فإن مشاعر من القهر والكبت والتذمر، وعدم التحصيل تبدو عالية وصعبة في آن واحد.

ثالثًا: مفهوم الذات لدى التلميذ؛ فإذا كان غنيًا قويًا يكون حافز التحصيل لدى التلميذ عاليًا وفاعلًا. أما إذا كان مهزوزًا ضعيفًا فإن التلميذ يفتقر على الأرجح إدراكًا وميولًا وتركيزًا لحافز التحصيل.

رابعًا: الأسرة وأساليب تربيتها وتعاملاتها اليومية مع الأبناء؛ إن التعليمات الزائدة وتعدد «النعمات» و«اللاءات» والتوجيهات والممنوعات والمرغوبات والمركزية والإرهاب الأسري أحيانًا تحرم الأبناء ليس فقط الحافز للتحصيل بل الحوافز العديدة الأخرى والضرورية لمسيرة وحيوية الحياة لهؤلاء الأبناء في الأسرة والحي والمدرسة والتعامل مع الأقران. أما إذا كان الأسرة مستنيرة وواعية ومشجعة في أساليب تعاملها وتربيتها؛ فإن الأبناء ينشؤون محفزَّين فيما يقومون به من دراسة وتعلم وتحصيل.

خامسًا: البيئة المدرسية والمعلمون؛ إذا كان هؤلاء منفتحين ومتنوعين غنيين في خبراتهم ومتسامحين في تعاملاتهم ومحاسبتهم لأخطاء أو فشل أفراد التلاميذ؛ فإن الرغبة في الدراسة والتعلم والتحصيل تكون قوية، أما إذا غلب على البيئة المدرسية التزمت والرأي الواحد والجماعية في التعامل والتعلم فإن التلاميذ تذوب شخصياتهم في هذه الجماعية دون فرص مثمرة لممارسة فروقهم الفردية في التعلم والتحصيل كما هو مطلوب.

سادسًا: الأقران. يمارس الأقران دورًا فاعلًا في تغيير حافز التحصيل للأفضل أو الأسوأ لدى بعضهم؛ فالأقران المتحفزون يزيدون من حافز التحصيل لدى أقرانهم، والعكس يكون صحيحًا.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم