Business

حنان عطية تكتب: اجتماع الأسرة.. تربية اقتصادية وسياسية وإدارية

لطالما كنا نسمع في الزمن البعيد كيف كانت إدارة البيت والميزانية حكرا على الوالدين، دونما مشاركة فعليه من الأبناء في المناقشة والمداولات، وحتى الوالدين فقد كان ما يخص الأم محدودا فقط في مصروف الخضر والفاكهة واللحوم وتموين البيت، وكان الأولاد مفرغين للمذاكرة والتعليم، وهذا النمط من التعامل الأسرى أشبه بحكم الفرد تغيب عنه روح المشاركة وتحمل المسئولية.

مع تطور الحياة أصبحت الحياة الأسرية تدار بشكل مختلف فأصبح هناك الشورى والمشاركة وتوزيع المسئوليات، نعم قد يكون الأب مصدر الدخل أو ربما الوالدين، ولكن المال وحده ليس كل شيء، مالم تكن هناك إدارة تدير الموارد والإمكانيات بصورة متعقلة، تحقق التوازن بين الموارد والاحتياجات.

الحل الأمثل كان فيما يسمى باجتماع الأسرة، وهو قد يكون شهريا أو نصف شهري أو حتى أسبوعيا، وهو تجربة متميزة جعلت الأسرة تقف وقفة مسئولة مع مواردها متباحثة الطرق المثلى لإدارة دفة حياة الأسرة وفق الإمكانيات المتاحة.

لم يتوقف دور اجتماع الأسرة عند حد التربية التشاركية أو التربية الاقتصادية ولكنه لعب دورا في الانتقال بالفكر السياسي من الحكم الفردي المنغلق إلى الفكر التشاوري الديموقراطي الذي يسمح بحرية تداول الآراء والأفكار والمسئوليات.

فاجتماع العائلة تخطت تأثيراته التربوية البعد الاقتصادي والسياسي، إذ بات يسمح للصغار أن يشاركون الكبار إدارة كافة أمور الأسرة، من مشكلات، وتطوير الحياة، وحتى الخروج للتنزه وتحديد اختياراته، مما أضاف إلى خبرتهم بعدا اجتماعيا و خبرة اجتماعية كفيلة بإحداث طفرة في مستوى نضجهم الاجتماعي ومعرفتهم بجوهر الأدوار الاجتماعية وتأثيرها في المجتمع وأهمية كل منها.

إذا نظرنا عن قرب؛ فإن كل الأسر التي اعتمدت هذا النموذج عاشت حياة مستقرة على نحو ما، حيث إن توفر كافة المعلومات عن الميزانية وطبيعة تفكير الوالدين وكافة الأفراد واتجاهاتهم نحو المواقف الخاصة بالعائلة، كل هذا جعل القرار العائلي يخرج بسلاسة وقبول أكثر من كل أفراد الأسرة، صغارا وكبارا، والذين باتوا على قناعة بأن القرارات لا تخرج بشكل تعسفي أو فوقي.

في الماضي كان الأبناء يطلبون مطالب تعجز الأسرة وتفوق حدود إمكاناتها وكان الأب أو الأم أو كليهما يرفضان؛ والأولاد يغضبون ويتمردون لأنهم ليسوا قريبين من الواقع والحقيقة؛ أما اجتماع العائلة فقد جعل الحلول والمشكلات تشاركية والميزانية بين أيدي الجميع كل يدلى برأيه، لم يعد ثمة ما يجعل الأسرة وحدات منفصلة، وإنما هناك الروح التشاركية التي جعلت الأسرة تشعر بمعنى الوحدة الواحدة والقرار المشترك والإحساس المشترك.

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم