Business

مباحث في طرائق تدريس التربية الإسلامية وأساليب تقويمها

 

تعد التربية الإسلامية إحدى أبرز الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها في تربية الشباب تربية خلقية صحيحة، لها من الخصائص ما يجعلها متميزة عن سائر النظريات التربوية الوضعية، فهي كيان كامل وإطار متوازن للعملية التعليمية، في ضوء مرونتها وصلاحيتها، لأن تعيش في كل عصر، وتصح لكل جيل، وتواكب كل نهوض.

وترى الدكتورة عادلة علي ناجي السعدون، أستاذة مناهج القرآن الكريم والتربية الإسلامية وطرائق تدريسها المساعد جامعة بغداد، أن الهدف الاستراتيجي من التربية الإسلامية العربية هو الوصول بالفرد إلى الحال الذي يكون فيه مسلمًا في الاعتقاد والمشاعر والسلوك، وعربيًا في القول والاتجاه والآمال متقنا لمهنته وعمله، على وفق الأساليب العصرية خاضعًا في جوانب حياته كلها للإسلام.

وطريقة الإسلام في التربية تتناول معالجة شؤون الكائن البشري معالجة شاملة لا تترك منه شيئًا، ولا تغفل عن شيء، جسمه وعقله وروحه وحياته المادية والمعنوية ونشاطاته كلها على الأرض.

وتولي المؤسسات التربوية الحديثة التقويم أهمية كبيرة، تبعًا لمستجدات كثيرة منها أن بعض جوانب التعليم قد نما دون أن تسبق بتقويم أو اختبار موضوعي للنتائج التي تحققت وبذلك أصبحت الحاجة إلى تقويم مستمر أمر له أهميته بعد توظيف جهود كبيرة وأموال كثيرة تم إنفاقها، وأن التقويم ينبغي أن يؤدي إلى تخطيط أكثر ملائمة للبرامج التربوية في المستقبل.

 

التقويم والتربية الإسلامية:

إن التربية الإسلامية (عملية مقصودة تستضيء بنور الشريعة تهدف إلى تنشئة جوانب الشخصية الإنسانية جميعها كتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى ويقوم فيها أفراد ذوو كفاية عالية بتوجيه تعلم أفراد آخرين على وفق طرائق ملائمة مستعملين محتوى تعليمًا محددًا وطرائق تقويمية ملائمة).

إن هذا التعريف جامع للعناصر التي تتكون منها العملية التربوية وهي:

١- الهدف الذي تسعى التربية إلى تحقيقه.

٢- الطالب الذي تدور حوله العملية التربوية.

٣- المحتوى الذي يتضمن الهدف.

٤- المدرس الذي يتولى توجيه العملية التربوية.

٥- الطريقة التي توصل إلى الهدف.

٦- طريقة التقويم التي تظهر مدى تحقيق الهدف.

لقد شهد التقويم في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا، لاسيما أن عملية التعلم ترتكز على أهداف واضحة محددة، توجه الجهود كلها وتسخر الإمكانيات كلها وتختار أنسب الأساليب لتحقيقها، فهناك ارتباط وثيق بين الأهداف التعليمية والطرائق المتبعة من ناحية وبين أساليب التقويم وممارسته من ناحية أخرى.

فالتقويم ركن أساسي من أركان العملية التعليمية، فهو يسبقها ولازمها، ويتابعها من أجل دراسة واقعها، وبحث مشكلاتها ورسم الخطوط اللازمة لتطويرها تحقيقًا للأهداف المنشودة منها، وهو عملية تشخيصية علاجية وقائية، وتتضح عملية التشخيص في تحديد جوانب القوة والضعف في العملية التعليمية، ومحاولة تعرف الأسباب الكامنة وراء جانبي القوة أو الضعف، ويتضح العلاج في اقتراح الحلول المناسبة للتغلب على الضعف، والإفادة من جانب القوة، والوقاية تتجسد في العمل على تدارك الخطأ، وكل ما سلف الهدف منه تحسين العملية التعليمية وتطويرها بما يحقق الأهداف التربوية، وعلى هذا فالتقويم يعد وسيلة وليس غاية.

 

أهداف التربية الإسلامية:

يقسم الشافعي أهداف التربية الإسلامية على ثلاثة مجالات هي:

١- الهدف المعرفي: وهو صقل الطلاب بالأساس المعرفي للعقيدة السليمة ليتحول إيمانهم من عقيدة العوام إلى عقيدة الفاهمين، وإشباع حاجاتهم إلى المعرفة الدينية بما يدور في خيالهم وأفكارهم تجاه دينهم، بحيث لا تؤثر عليه الأفكار الهدامة، وتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة لديهم وإمدادهم بالمفاهيم الصحيحة لتمكنهم من مواجهة الغزو الفكري الهدام للدين الإسلامي.

٢- الهدف الوجداني: وهو إشباع العواطف الإنسانية النبلية لدى الطالب، كعاطفة التدين، والولاء، والانتماء، وتنمية قيم وعواطف إنسانية جديدة يقرها الدين، قد لا تكون لها وجود لديهم كالإيثار، والإحسان، وكل ما يهدف لإفادة الفرد والجماعة، ومحاربة القيم والعواطف غير المرغوبة والتي لا يقرها الدين، وإشباع حاجاتهم الفكرية بما يصقل فطرتهم الإنسانية.

٣- الهدف السلوكي: بتعويدهم على العادات الحسنة المرغوبة، و تطبيقها سلوكيا في حياتهم، وتنشأتهم على حفظ وفهم أجزاء من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتنمية الوازع الديني ليمكنهم تكوين اتجاهاتهم نحو الدين، والتمسك به، وتحكيمه بأمور حياتهم كلها.

وعلى هذا يمكن تحديد أهداف التربية الإسلامية على النحو الآتي:

١- تنشئة الإنسان الذي يعبد الله ويخشاه.

٢- تربية الإنسان لبلوغ الفضيلة وكمال النفس عن طريق العلم بالله عز وجل.

٣- تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.

٤- تعليم الناشئة مبادئ الدين الإسلامي.

٥- تربية المتعلم الصالح المتفاعل مع بيئته الاجتماعية الذي يقدر المسؤولية.

٦- تربية المتعلم من جوانبه جميعًا جسميًا وعقليًا وروحيًا وانفعاليًا واجتماعيًا.

٧- تهذيب أخلاق المتعلم بضبط سلوكه بما يتفق مع الدين الإسلامي.

٨- تنمية قدرة المتعلم على تعمير الأرض وتسخير ما فيها لصالحه.

٩- غرس القيم الإنسانية البناءة التي يربيها الإسلام في نفوس ابنائه باحترام إنسانيتهم، والتعامل معهم بغض النظر عن لونهم، أو جنسهم، أو دينهم.

 

خصائص التربية الإسلامية:

١- الطبيعة الإلهية:

فالعقائد الإسلامية والعبادات والمعاملات والسيرة والأخلاق وبقية جوانب التعلم في التربية الإسلامية كلها تعتمد على القرآن الكريم الإلهي المصدر، و تعتمد على سنّة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الإلهية المصدر أيضًا عن طريق الإلهام أو الوحي في المنام وهذه السنة هي المصدر الثاني بعد القرآن في التشريع وإن كانت دونه في الثبوت والوحي بها قال-صلى الله عليه وآله وسلم-: «لقد أوتيت القرآن ومثله معه».

ويترتب على هذه الطبيعة الإلهية أن أساسيات هذا الدين ثابتة وينبغي أن تقدم إلى الناشئة على أنها حقائق أو مبادئ لا تقبل الجدل أو المناقشة كما ينبغي أن تقدم على أنها تتناسب مع نظرة الإنسان لأنها من لدن حكيم عليم وعلى أنها لا ترتبط بمكان أو زمان معينين.

٢- التكامل:

وتعني هذه الخاصية أن جوانب الدين الإسلامي متكاملة تتبادل التأثير، ويتصل بعضها ببعض، والتكامل له معان عدة منها: أن الجوانب العملية في الإسلام لا تصبح ذات معنى أو ذات قيمة إلا إذا سبقها اعتقاد أو نية طيبة قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إنما الأعمال بالنيات وانما لكل أمرئ ما نوى...»، وهذا يعني ضرورة الانسجام بين العلم والعمل أو بين العقيدة والشريعة.

٣ - الشمول:

إن للتربية الإسلامية نظرة شاملة للكون والإنسان والحياة وتعنى بالإنسان من نواحي تكوينه جميعها، جسميا، وعقليًا، وروحيا، وذلك أن نظرة القرآن الكريم إلى الإنسان هي نظرة شاملة متزنة معتدلة، فالإنسان ليس بالكيان المادي فحسب، كما أنه ليس بالروح المجردة عن المادة بل هو كائن يحتاج إلى نمو الجسم والعقل والروح والخلق بتوازن واعتدال.

٤ - التوازن:

تتميز التربية الإسلامية بالتوازن، فالنظام الإسلامي هو نظام متوازن، ويبدو ذلك في التوازن بين العقل والوجدان، وبين الجسد والروح وبين الدنيا والآخرة، والتربية الإسلامية ليست روحانية مطلقة ولا هي رهبانية تؤدي إلى الانعزال عن المجتمع بل هي توازن بين تنمية أشواق الفرد الروحية وتلبية حاجاته المادية والاجتماعية كما أنها ليست دنيوية فقط ولا أخروية فقط ولا هي فردية فقط أو اجتماعية فقط وانما هي مزيج متوازن من كل ذلك، فالتربية الإسلامية، تربية حياة مؤمنة في الطريق إلى الله.

٥ - العالمية:

تتسم التربية الإسلامية بأنها تربية عالمية، صالحة لكل زمان ومكان مهما اختلفت الأجناس والألسن، وهي في ذلك تستمد عالميتها من عالمية الإسلام الذي قامت الأدلة على عالميته وعالمية كتابه وعالمية رسوله فالإسلام هو الدين الخاتم الذي لم يرض الله دينا سواه، فالتربية الإسلامية تسعى لإعداد الإنسان الصالح الذي يستطيع أن يعيش في كل زمان ومكان على خلاف الفلسفات التربوية الأخرى التي تعده في حدود المواطنة الضيقة فالتربية الإسلامية أعم منها.

٦ - الواقعية:

وتعني هذه الخاصية أن الإسلام يتعامل مع الحقائق الموضوعية ذات الوجود الحقيقي لا مع تصورات عقلية ولا مع مثاليات لا مقابل لها في الواقع، فهو منهج قابل للتحقيق في الحياة الإنسانية، ولكنه في الوقت نفسه واقعية مثالية ترمي إلى أرفع مستوى وأكمل أنموذج يمكن للبشرية أن تصل إليه.

ويترتب على هذا أن تكون مناهج التربية الإسلامية موافقة للطبيعة الإنسانية وتعمل على تزكيتها، وحفظها من الانحراف، وأن تنمي القدرة على الموازنة بين الخير والشر، والحق والباطل، بحيث يستطيع الإنسان الاهتداء إلى ذلك دون توجيه خارجي قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «...والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس»، وينبغي على المنهج أن يكون واقعيا ممكن التطبيق.

٧ - الثبات والمرونة:

تتميز التربية الإسلامية بأنها تجمع بين الثبات الذي يعني قطعية الأحكام وصلاحيتها لكل زمان ومكان، والمرونة التي تعني اتساعها لتشمل حاجات العصر وتغيرات الحياة المتجددة، والتربية الإسلامية ينبغي أن تعكس تلك الخاصية للدين الإسلامي بحيث تصبح من أبرز خصائصها وسماتها، فالغايات والأهداف العليا للتربية الإسلامية ثابتة مستقرة، بينما الأهداف الوسطية والقريبة مرنة وقابلة للتغيير، والأصول والمصادر الأساسية للتربية الإسلامية ثابتة، بينما الأساليب والوسائل مرنة قابلة للتطور والتغيير، وكل ذلك وفقًا لما تتطلبه حركة الحياة من تطور، فالتربية الإسلامية تهيئ الفرد المسلم لمواجهة تلك التطورات لكن في وجود قيم ثابتة.

٨ - الإلزامية:

التربية الإسلامية فريضة إسلامية، فلا تحقيق لشريعة الإسلام إلا بتربية أفراده على الإيمان بالله عز وجل ومراقبته والخضوع له، فهي فريضة في أعناق الآباء والمدرسين، وأمانة يحملها الجيل إلى الجيل الذي بعده.

 

مصادر التربية الإسلامية:

أولًا، القرآن الكريم:

كتاب الله تعالى، أوحى به إلى نبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- لينقذ الناس به وليعلمهم أن فيه من الفضائل ما بها صلاح الأمة، في الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وحث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أصحابه خاصة والمسلمين عامة، في كل العصور على أن يتخذوه إمامًا لهم، يقتدون به ويخضعون لحكمه، ويجتهدون في تعلمه وتفهم أسراره وتدبر معانيه.

وكان للقرآن الكريم وقع عظيم وأثر تربوي بالغ في نفوس المسلمين، إذ بدأ نزوله بآيات تربوية، فيها إشارة إلى أن أهم أهدافه تربية الإنسان بأسلوب حضاري فكري، عن طريق الاطلاع والقراءة والتعلم والملاحظة العلمية لخلق الإنسان منذ كان علقة في رحم الأم.

ثانيًا، السنة:

تعريفها في اصطلاح الأصوليين، السنة: ما صدر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، غير القرآن من قول أو فعل أو تقرير، فهي بهذا الاعتبار دليل من أدلة الأحكام ومصدر من مصادر التشريع.

فالسنة النبوية المطهرة هي التطبيق العملي للمبادئ السامية التي جاء بها الوحي، ومن خصائص التطبيق العملي أنه يحول المفهومات المجردة التي يصعب إدراكها إلى واقع ملموس تدركه الحواس، فمفهوم الزهد –على سبيل المثال– يسهل فهمه عندما يقرأ المتعلم: إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- دخل ذات يوم على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فوجده على حصير وقد أثر هذا الحصير في جنبه ولا شيء في الغرفة سوى قبضة من شعير وبعض الورق الذي يستعمل للدباغة وجلد معلق، فاغرورقت عينا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وعندما استفسر -صلى الله عليه وآله سلم- عن سبب بكاء عمر أجابه قائلًا: يا نبي الله ومالي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار، وأنت نبي الله وصفوته وهذه خزانتك فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا».

 

أسس التربية الإسلامية:

أولًا، الأساس العَقَدِيّ:

ومن الآثار والفوائد التربوية لهذا الأساس:

١- غرس العقيدة الإسلامية وتنميها (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره).

٢- التنمية الروحية للمسلم ليزداد تعلقه بالله وتحرره من العبودية لغيره.

٣- تنمية الإرادة وتحرير النفس من سيطرة غير االله.

٤- تقوية النفس واستقرارها.

٥- سلامة العقل فهي تدعو إلى إعمال العقل في كون الله سبحانه وتجعل العقل مرتبطا بالله في كل الموازين.

٦- تقوية الوازع الديني وتوجيهه نحو الخير والبعد عن الشر وتنمية مراقبة الله في كل شيء.

ثانيًا، الأساس التعبدي:

فالعبادة تربية اجتماعية فالصلاة تربي المسلم على الارتباط بالجماعة والمشاركة لها وتحطيم الفوارق الاجتماعية والطبقية، فالمسلمون يصلون صفًا واحدا أمام رب واحد وميزان التفاضل واحد؛ وكذلك الزكاة مشاركة للجماعة المسلمة بالعطف على الفقراء وتربية على البذل وبعد عن البخل والشح، والعبادة تغذي العقل فهو دائم التفكير في عظمة خالقة وقدرته، وتحقق الراحة والاستقرار النفسي، والعبادة تربية سياسية تقوم على التعاون والتناصح وعلى العدل والمساواة، ونبذ الفرقة والتمييز العنصري والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ثالثًا - الأساس التشريعي:

ومن الآثار المترتبة على هذا الأساس:

١- ما حدد من عقوبات الحدود والقصاص كعقوبات القتل والزنا والسرقة وغيرها هدفها تحصين الإنسان وضمان السلوك الأمثل.

٢- الحفاظ على العقل وسلامة الجسم (فردًا أو مجتمعًا) في تحريم المسكرات والمخدرات وغيرها ما سمي بالضرورات الخمس والتي هي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ المال، وحفظ العرض، وحفظ العقل.

 

صفات معلم التربية الإسلامية:

يمكن القول إن معلم التربية الإسلامية ينبغي أن يتسم بالصفات الآتية:

١- ذو شخصية قوية يتميز بالذكاء والموضوعية والعدل والحزم والثقة بالنفس والحيوية، والتعاون، والميل الاجتماعي وهو شخص سمح في تقدير ظروف الآخرين ودوافعهم.

٢- شخص مثقف واسع الأفق لديه اهتمام بالقراءة، وسعة الاطلاع متذوق، ولديه اهتمام بالفنون والثقافة بشكل عام.

٣- صحيح بدنيا وله القدرة على العمل وخال من العيوب الخلقية حسن الصوت والأداء العربي السليم، ويتصف بالاتزان وعلى وعي بظروف مجتمعه ومشكلاته.

٤- يحب العمل مع الطلاب ومتمكن من المادة الدراسية التي يقوم بتدريسها ولديه القدرة على حسن العرض ويتميز بالطلاقة واللغة السليمة الواضحة، ويستطيع تكوين علاقات طيبة مع الطلاب والزملاء والرؤساء وكذلك مع أفراد المجتمع المحلي خارج المدرسة.

 

التربية الإسلامية وتحديات العصر:

هناك تحديات خطيرة تجابه التربية الإسلامية، وتحاول أن تهدد كيانها وتعصف بمعالمهما وأبرز تلك التحديات ما يأتي:

١- الغزو الحضاري الذي تتعرض له حضارتنا الإسلامية من قبل الحضارة الغربية في القرن الحادي والعشرين.

٢- التحدي الداخلي المتمثل في جمود الإنتاج الفكري الإسلامي ومحاربة أية محاولة جادة لتصحيح مساره.

٣- بروز الثقافة الأجنبية عند طائفة من الشباب.

٤- أن مناهج الثقافة الإسلامية في البلاد العربية ما زالت تمارس الأساليب التقليدية القديمة و لم تراع تطورات العصر مراعاة كافية لحفظ الشباب من الانفلات إلى مظاهر الحياة الحديثة والثقافة الغربية.

٥- مناهج الجامعات العربية العصرية التي أغفلت الثقافة الإسلامية مطلقا من مناهجها بحجة أنها تخرج الطاقات المدربة للمجتمع والحياة، وأما الإعداد الديني فهو من مهمة الكليات الدينية.

٦- قصر تعلم المرأة المسلمة على التعليم الشرعي الذي يوجهها ويعرفها أصول دينها ودنياها حيث نشط التعليم العصري في البلاد العربية واتسم بطابع القومية والوطنية في الادعاء بتحرير المرأة وتعليمها التعليم المعاصر.

 

وسائل التربية الإسلامية:

١ - الأسرة:

أكدت السنة النبوية المطهرة خطورة دور الأسرة في التنشئة الخلقية وتهذيب سلوك الطفل وإكسابه القيم والمثل العليا، وقد ورد في صحيح مسلم أن المصطفى عليه السلام قال: «ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».

٢ - المسجد:

المسجد رمز من رموز الإسلام المهمة وعلامة مميزة للبلاد الإسلامية، وقد قام المسجد بدور ريادي عظيم على مر التار يخ، فكان يمثل دورا للعبادة ومكانا للتعليم والتثقيف، ومنبرا لمناقشة القضايا والتشاور فيها، للتوجيه والإرشاد والإصلاح، ومقرا لاستقبال الوفود.

٣ - المدرسة:

تعد المدرسة من المؤسسات التعليمية ذات التأثير الكبير في التكوين الخلقي للفرد وتوجيه سلوكه، وتعديل نوازعه، ومواقفه واتجاهاته، فالمدرسة أهم بيئة للطفل بعد أسرته يتعلم منها الأخلاق لذا عليها أن تراعي المناهج التعليمية بخاصة ونظم المدرسة وبرامجها بعامة، وربط الأهداف التعليمية بالأهداف الخلقية، بما يجعل التعليم وسيلة للترقية الخلقية، وتزكية السلوك وغرس الآداب والقيم الإسلامية والمثل العليا والفضائل في النفس.

وهنا يبرز دور المعلم المسلم المدرب المؤهل الورع المخلص في عمله رغبة في الثواب والأجر فيجعل من نفسه القدوة الطيبة للمتعلمين يعلمهم ويؤدبهم ويهذبهم لا بالأقوال فحسب، ولكن بالأفعال النابعة من نفس مؤمنة، في صلاتها خشوع، وفي صيامها صبر وأدب، وفي زكاتها تطهير للنفس ونكران للذات وتضحية.

ويؤكد ابن جماعة دور المعلم الصالح في تحقيق أهداف التربية الإسلامية بقوله: إذا سبرت أحوال السلف والخلف لم تجد النفع يحصل غالبا، والفلاح يدرك طالبا، إلا إذا كان للشيخ (المعلم) من التقوى نصيب وافر، وعلى شفقته ونصحه للطلبة دليل ظاهر.

٤ - المجتمع:

قد أبرزت السنة النبوية كبير تأثير المجتمع في التكوين الخلقي، ودعت إلى إقامة دعائم المجتمع على الفضائل، والتناصح بالخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حرصًا على سلامة الفرد التي ترتبط بسلامة المجتمع، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»، وورد عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «إياكم والجلوس بالطرقات قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: « فإن أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر».

وبناء على ما تقدم تؤكد أن للمجتمع دورا كبيرا وبارزا في إكساب الناشئة القيم والعادات الحميدة.

٥ - وسائل الإعلام:

تعد وسائل الإعلام من المؤسسات المؤثرة في تربية الناشئة على الإيمان وتطبيق شرع الله، وعدم قبول أي شيء قبل التثبت أو التحقق منه، فأصبح لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية، والصحف والمجلات والكتب من أثر طيب في التقرب إلى الله تعالى وعبادته، اعتقادا وقولا وعملا، إذا أحسن توجيه تلك الوسائل الثقافية.

 

وسائل النهوض بالتربية الإسلامية:

١- الاهتمام بدروس التربية الإسلامية وإحاطتها بأجواء من التقدير والخشوع والإجلال، وإعطاء حقها من حسن الإعداد وحسن العرض، وإسناد تدريسها إلى الأكفاء من المدرسين المعروفين بالاستقامة، والذين تخصصوا فيها ولهم إلمام واسع بمفرداتها العلمية والعملية، وممن أعدوا لها إعدادا مع حسن السيرة ونقاء السريرة، ودوام خشية الله في السر والعلن ومراقبته في كل عمل صغير وكبير والحرص على إفادة الطلاب الفائدة الحقيقية.

٢- أن تربط الأحكام والمبادئ التي يدرسها الطلاب في دروس التربية الإسلامية بحياتهم الواقعية، وربط دراسة القرآن الكريم بالعلوم الحديثة كلما تيسر ذلك، وتهيأت له أذهانهم ووجد المدرس من ثقافته ما يعينه على هذا الربط حتى يدركوا أنها أحكام حية، فيؤمنوا بها عن اقتناع ويقين.

٣- إيجاد القدوة الصالحة بأن يكون جميع القائمين بالتعليم في المدرسة أمثلة يحتذى بهم في السلوك، والصفات، لأن الطلاب يتأثرون بصفات أساتذتهم في الحديث، والمعاملة، والنظام، والدقة وحسن المظهر، والمحافظة على الوقت، وسائر الآداب العامة.

٤- الاتجاه إلى التطبيق الفعلي في الأحكام الصالحة لذلك كالوضوء والصلاة، وتشجيع الطلاب على أداء هذه الفرائض العملية، إلى جانب الصيام، والزكاة، لتترسخ فيهم، وتشجيع النشاطات العملية خارج الصف كإعداد المكتبة الدينية الخاصة بالمصلى، ونشر الأحكام الدينية عن طريق الإذاعة المدرسية، وإعداد النشرات المدرسية في المناسبات الدينية والوطنية، والاجتماعية، والقيام بتمثيل بعض المسرحيات الدينية المؤثرة التي تبرز المعاني السامية التي تثبت فيهم القيم الخلقية والآداب السامية والخلق الرفيع.

٥- القيام بتحفيظ الطلاب قدرا كافيا من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وبذل الاهتمام الزائد بتلاوة القرآن الكريم وفهم معانيه، لأن إلى جانب كونه كتابا في الهداية والتربية، فهو نص عربي فصيح في أعلى درجات البلاغة والبيان.

٦- جعل دروس التربية الإسلامية ممتعة مشوقة باستعمال وسائل الإيضاح التي تساعد على إثارة ولع الطلاب ورغبتهم كحسن استعمال السبورة، والورق والاستعانة بالصور والرسوم والبطاقات والأنموذجات المجسمة والأفلام، مع المحافظة على هيبة الدرس ووقاره، وتنويع طريقة العرض وجعلها محفزة لهم على المشاركة في عرض المادة مشاركة إيجابية.

 

وظيفة الدين الإسلامي في حياة الفرد والمجتمع:

١- تثبيت أساس توحيد الله سبحانه وتعالى وعدم الإشراك به، وهو أمر تشترك فيه الشرائع السماوية إلا أن الدين الإسلامي يقوم على التوحيد الخالص من كل شائبة في الاعتقاد وفي العمل وفي العبادة وهو ما ينفرد به عن غيرة.

٢- تنظيم علاقات الأفراد فيما بينهم، وجعلها قائمة على أساس من الرحمة والشفقة والتعاون، إذ الناس مجبولون بفطرتهم على الأثرة وحب الذات، والتنافس والطمع، والميل إلى حيازة أكبر قدر من المنافع لأنفسهم، والدين الإسلامي خير من ينظم ذلك ويجعل له دوافع ذاتية صادرة عن الإيمان بالله وعن مراقبته وخشيته.

٣- إقامة حياة اجتماعية يسودها الأمن والاستقرار والعدالة، وتكفل فيها حرية العيش، والعدالة الاجتماعية والمساواة في فرص العمل، وتكفل فيها حرية الرأي والنقد وحرية التملك بشروط خاصة يحددها الإسلام لكي لا يكون هناك تفاوت طبقي واجتماعي وفردي.

٤- تربية الأفراد تربية أخلاقية فاضلة وتهذيبهم بما في تعاليم الإسلام من أدب عال.

٥- بناء الكيان الحضاري للأمة، لأن من خصائص الإسلام أنه يحترم العقل ويدعو إلى طلب العلم أيا كان نوعه ما دام نافعًا للبشرية ومن هنا إذ ظهرت علوم كثيرة في ظله، كالرياضيات والفلك والفيزياء والكيمياء والطب والجغرافية، وما إلى ذلك فحقق العلماء في ظلله كثيرا من المعجزات العلمية، انطلاقًا من تعاليم الإسلام القاضية بالدعوة إلى طلب العلم وجعله فريضة على كل مسلم.

٦- تحرير الناس من كل عائق يعيق تقدم البشرية في مضمار التقدم العلمي، والحضاري، والفكري، كالجهل والمرض والفقر والجرائم الاجتماعية والاخلاقية والسياسية والاقتصادية.

 

أساليب الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في التعليم:

لقد كانت أساليب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في التربية مثلا أعلى في تكوين وإعداد طلبته ليكونوا أساتذة الأجيال والإنسانية، ويمكن إيجاز بعض من أساليبه -صلى الله عليه وآله وسلم- في التربية:

١ - أسلوب المحاضرة:

كان -صلى الله عليه وآله وسلم- يستقطب حواس سامعيه وانتباههم فيعطي الجمهور المستمع حقائق محددة واضحة، وتقف خطبة حجة الوداع نموذجًا حيًا للمحاضرات التربوية التعليمية.

٢ - أسلوب الحوار:

اعتمد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في هذا الأسلوب على مبدأ طرح الأسئلة فيبحث مشكلة جديدة، أو يعالج مشكلة اجتماعية، أو يعمق قيمة منهجية، فالتعليم في طريقته هذه -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يكن مجرد تلقين الأفكار والمبادئ أو إلقائها في أدمغة وعقول خاوية، بل إيصال الأفكار والحقائق والمبادئ، بتحريكها في محاولات عقلية من الاستيعاب والتحليل والتبصر وكثيرة هي أحاديثه التي كانت تطرح مثل هذه القضايا والأفكار والقيم، أتدرون من؟، هل أدلكم على؟، أو الأحاديث التي يبدؤها -صلى الله عليه وآله وسلم- بعبارة مستدركة، تدعو المستمع للاستفسار أو انتظار التفاصيل مثلًا قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما» فكانت دعوة للحوار.. كيف؟ ولماذا؟ فعن تميم الداري أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم».

٣ - أسلوب التعليم الذاتي:

وما نقصده بالتعليم الذاتي عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مع أصحابه، أنه -مثلا- كانت عملية التعليم تتم بتلاوته لتلك الآيات المباركة، ثم الطلب لكتاب الوحي بتلاوتها، ثم تكرار تلاوتها فيخرج تلامذة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بتوجيه دراسي جديد يعكفون عليه بأسلوب التعليم الذاتي، فلا ينصرفون عنها إلا وقد تم استيعاب معانيها وتحليل أفكارها وتقويم أهدافها، ثم يترجمونها سلوكًا عمليا لواقع حياتي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.

قال أبوعبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن؛ عثمان بن عثمان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلَّموا من النَّبي صلَّى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلَّمنا القرآن والعلم والعمل جميعًا.

٤ - أسلوب التربية العملية:

ومن ذلك  طلبه من أصحابه الاقتداء به قال: «خذوا عني مناسككم»، وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، وهو تارة يطلب منهم أن ينهجوا نهجًا معينًا في معاملة الآخرين والسلوك الحياتي وربطه بالهدف العام للحياة كتعزيز لتلك الأعمال كقوله: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».

 

القواعد الأساسية التي تبنى عليها طرائق تدريس التربية الإسلامية:

١ - التدرج من المعلوم إلى المجهول.

٢ - التدرج من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب.

٣ - الانتقال من الأوضح إلى الأقل وضوحًا.

٤ - التدرج من المحسوس إلى المعقول.

٥ - التدرج من الجزئيات إلى الكليات.

٦ - الانتقال من العملي إلى النظري.

 

مفهوم المنهج:

المنهج لغةً: الطريق الواضح المبين كما جاء في معجم العرب لابن منظور، والمنهاج كما يقول ابن كثير: هو الطريق الواضح السهل والسنن؛ أما اصطلاحا في التربية فله تعريفات كثيرة، منها: هو مجموعة الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة تحت إشرافها للطلبة، بقصد احتكاكهم، وتفاعلهم معها، ومن نتائج هذا الاحتكاك والتفاعل يحدث تعلم أو تعديل في سلوكهم، ويؤدي هذا إلى تحقيق النحو الشامل المتكامل الذي هو الهدف الاسمى للتربية.

المنهج التقليدي:

ما يزال الكثير من المعلمين في وقتنا الحاضر يعتمدون على الكتاب المدرسي في تقديم المعلومات لتلاميذهم، ويخطئ هؤلاء المعلمين عندما يعتقدون أن المعلومات المتضمنة في الكتاب المدرسي هي المرجع الأساس لهم في المادة الدراسية، فالمعلمين يقدمون المعلومات ويقومون بشرحها للتلاميذ وعليهم بذل الجهود من أجل استيعاب الطلاب لها ثم تقيس الاختبارات مدى قدرة الطالب على حفظ هذه المعلومات وفهمها، وقد اكتسب الكتاب أهمية كبيرة في ظل المنهج التقليدي الذي يقر بأن الكتاب المدرسي المصدر الأساس في إكساب الطلاب الحقائق والمفاهيم والمبادئ والتعميمات بغرض إعدادهم للحياة.

عيوب المنهج التقليدي:

١- تركز الاهتمام على الناحية العقلية.

٢- لا تراعي الفروق الفردية بين الطالب.

٣- أصبحت مهمة الطالب تلقي المعلومات والنجاح في الامتحان هو الهدف الأول والأخير.

٤- الاهتمام بالنواحي النظرية وأهملت النشاطات الأخرى المرتبطة بحياة الطالب وأصبح سلبيًا متلقيا وغير قادر على القيام بأي نشاط خارجي يساعده على تنمية روح الابتكار والإبداع.

٥- في ظل المنهج التقليدي المنهج يوضع مسبقًا، ويلزم الجميع بتنفيذه، وأصبح المدرس مقيدا بما جاء في المنهج وليس له الحق في الخروج عنه وغير قادر على القيام بأي نشاط خارجي يساعد فيه الطلاب لتوجيه سلوكهم ويساعدهم على الابتكار.

٦- انعزال التربية عن المجتمع وعن البيئة المحلية التي يعيش فيها الطالبة.

 

المنهج الحديث:

أما المنهج فهو: مجموعة الخبرات التربوية التي تهيأها المدرسة للتلاميذ داخلها وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل، ويقصد بالنمو الشامل الذي يسعى المنهج الحديث إلى تحقيقه لدى المتعلم النمو في الجوانب الجسمية والعقلية والروحية والنفسية والاجتماعية جميعا نموا يؤدي إلى تعديل سلوك المتعلم ويعمل على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.

مميزات المنهج الحديث:

١- تجعل من تلبية حاجات المتعلم وحاجات المجتمع هدفًا رئيسا لها في الوقت الذي لا تهمل المادة الدراسية ومتطلباتها، ولكن توظفها لصالح المتعلم والمجتمع، ولذلك فهي تهتم بمعالجة التراكم المعرفي واعادة تنظيمه، وتهتم بطرق البحث والتفكير وليس بمجرد حفظ محتوى المادة الدراسية.

٢- تقوم على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وتلبي حاجاتهم التعليمية وفقًا لإمكاناتهم وقدراتهم الفردية.

٣- لا تقتصر على الصف الدراسي كبيئة تعليمية، ولكنها تتسع لتشمل كل ما يتوافر في المدرسة من إمكانات وخدمات وفعاليات، وتربط العملية التعليمية بالبيئة الاجتماعية وكيان الطلاب.

٤- تمثل المادة الدراسية جزءا من المنهج، وينظر إليها كوسائل وعمليات لتعديل سلوك المتعلم وتقويمه من خلال الخبرات التي تتضمنها.

٥- تهتم بتنمية شخصية الطالب، بجميع أبعادها لمواجهة التحديات التي تواجهه، وتنمية قدراته على التعلم الذاتي والتعلم المستمر، وتوظيف ما تعلمه في شؤون حياته.

 

طرائق تدريس التربية الإسلامية:

أولًا، الطريقة الإلقائية:

تصنف هذه الطريقة ضمن طرائق التدريس التي يكون محورها المدرس وهي من أقدم الطرائق المستخدمة في التدريس، وقد تعد من أقلها فعالية إذ ينقل المدرس المعلومات إلى طلبته في وقت محدد ويطلق عليها (بالطريقة الإخبارية)، وذلك لأن المدرس هو الذي يخبر طلبته بما لديه من معلومات ومعارف يروم تقديمها لهم، وهي تدعى بطريقة المحاضرة، وتأخذ أساليب متعددة مثل التحاضر، والشرح، والوصف، والقصة.

ويستخدم المدرس أسلوب التحاضر لتقديم الموضوع العلمي المتخصص لمادته إلى طلبته لضمان التسلسل المنطقي لأجزاء المادة العلمية، وذلك عن طريق العرض الشفوي، دون إشراك الطلاب في المناقشة، ولا يسمح بالسؤال أثناء الإلقاء وإنما يرجئ ذلك بعد الانتهاء منه، أما دور الطلاب فهو تلقي المعلومات والمعارف وتدوين الملاحظات.

ثانيًا، طريقة المناقشة:

طريقة تعتمد النقاش، والحوار الهادف أسلوبًا للوصول إلى نتائج معينة تكتسب رضا المناقشين، وعمادها المشاركة الفعلية المنظمة للتلاميذ وتحت إشراف مدرسهم وتوجيهه، وقد يتولى المعلم المناقشة أو يكلف المتميز من تلاميذه أو مجموعة منهم لإدارتها وفق خطة يضعها على أن يبقى وفي جميع الأحوال مصدر إرشاد وإشراف وتنظيم، وتأخذ طريقة المناقشة أساليب متعددة تختلف حسب الظروف  والإمكانات المتوافرة، ومن تلك الأساليب:

١- الندوة: يتعاون في هذا الأسلوب عدد من الطلاب لا يزيد عن ستة ومن بينهم مقرر ويجلسون على هيئة نصف دائرة ليناقشوا جوانبا في موضوع الدرس، ويتولى المقرر توجيه مساهمة المشاركين بحالة من التوازن يوزع فيها الأسئلة على المشاركين للإجابة عليها ويطلب من الطلاب الحضور توجيه الأسئلة بعد انتهاء أعضاء الندوة من المناقشة، وبعد ذلك تلخص النتائج النهائية المتحققة من الندوة وينبغي على المعلم أن يتابع سير الندوة موجها وقادرا على التدخل في أي وقت يرى فيه ضرورة لذلك.

٢- حلقة المناقشة: ويتم هذا الأسلوب من خلال ثلاثة أو أربعة تلاميذ يوكل لكل منهم إعداد جزء من الموضوع، ويتولى مقرر الحلقة توزيع هذه الأدوار حسب خطة مسبقة أعدت بحضور المعلم، ومساهمته المباشر ويقدم المقرر أعضاء الحلقة إلى المستمعين ويعرض كل عضو في الحلقة جانبا من الموضوع وبعد انتهاء أعضاء حلقة المناقشة من عرض الموضوع يفسح المجال للمستمعين بتوجيه الأسئلة إلى أعضاء، وحلقة المناقشة، وقد يكون من بين الأسئلة ما يتحدى تفكير أعضاء حلقة المناقشة بعد ذلك يلخص المقرر الحقائق الأساسية التي تضمنتها المناقشة والنتائج التي تم التوصل إليها. ويلاحظ أن هذا الأسلوب يوفر للمشاركين من أعضاء المناقشة الفرصة لممارسة دور قيادي منظم.

٣- المناقشة الثنائية: يعتمد هذا الأسلوب على طالبين، يقوم أحدهما بدور السائل ويقوم الآخر بدور المجيب، ويستعمل هذا الأسلوب في الموضوعات ذات الصبغة الجدلية التي تتطلب حوارًا بين طرفين.

ثالثًا، الاستجواب الحي:

إن الاستجواب من الطرائق التي تحتل موقعًا غاية في الأهمية في التدريس الناجح وذلك لأسباب عدة في مقدمتها أنها  تعير الطالب اهتماما وتمنحه الفرصة للمشاركة في الدرس بنشاط وفاعليته، وهذا الاهتمام يتماشى مع اتجاهات التربية الحديثة في تأكيدها على موقع الطالب في العملية التربوية.

إن الاستجواب فن قائم على قدرة المدرس على إدارة درس كامل عن طريق إثارة أسئلة هادفة ذات تأثير على الطلاب تنمو وتتطور لديهم القدرة على الإجابة على هذه الأسئلة. وكفاية المدرس الذي يستعمل هذه الطريقة لا تتحقق إلا إذا أحسن أسلوب صياغة الأسئلة وأحسن توجيهها، وأثار في طلبته القدرة على الإجابة. وعليه فقد قيل (من لا يحسن الاستجواب لا يحسن التدريس).

إن الاستجواب الذي يتجاوز صيغة الأسئلة الثنائية الدائرة بين مدرس وطالب إلى حالة من النشاط والفاعلية الدائمة عمادها كل طلبة الصف مع مدرسهم ومع بعضهم من خلال إثارة الأسئلة وتفاعل الإجابات يمكن أن نصفه بأنه (استجواب حي)، وأنواعه:

١- الأسئلة الاختبارية: وهي أسئلة تتوخى الكشف عن تذكر الطلاب للحقائق، والمعلومات التي تعلمها ومقدار ما تعلمه منها.

٢- الأسئلة التفكيرية: وتتركز بوضع الطالب أمام مشكلة تستوجب التفكير للإجابة عليها مع عدم الاستغناء عما سبق أن تعلمه من المعلومات لاستثمارها وصولًا إلى الحل المناسب.

رابعًا، الطريقة الاستقرائية:

الاستقراء هو طريق الوصول إلى الأحكام العامة بواسطة الملاحظة والمشاهدة، به نصل إلى الكلية التي تسمى في العلوم باسم القوانين العلمية أو القوانين الطبيعية، وبه نصل أيضا إلى بعض القضايا الكلية الرياضية، قوانين العلوم الاجتماعية والاقتصادية.

وتهدف تلك الطريقة إلى توجيه التعلم إلى معرفة الحقائق والأحكام العامة عن طريق (الاستنباط) فهي طريقة يبدأ البحث فيها من الجزئيات للوصول إلى حكم عام أو قاعدة مهمة فيأتي المعلم الذي يطبقها بالكثير من الأمثلة والجزئيات للتلاميذ ثم يساعدهم على تحديد الصفات المشتركة ليمكنهم من استخلاص القاعدة العامة التي تنطبق على الجزئيات والأمثلة التي أوردها، لأنها جميع تشتمل على تلك الصفات المشتركة التي تتكون منها القاعدة العامة.

إن الاستقراء هو إحدى طرائق التربية الإسلامية التي من خلالها يتم التعرف على عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته عن طريق النظر والتفكير في دقة صنع مخلوقاته، والنظام المتقن التي أوجدها عليه، وبذلك يزداد إيمان المسلم ويقينه بوحدانيته وربوبيته وتتوطد في نفسه سائر أركان الإيمان الأخرى.

وتسهم هذه الطريقة في تعليم المفهومات والتعميمات وتثير دافعية الطلاب للتعلم وتكسبهم مهارات ذاتية لمثل الملاحظة والإدراك بالنسبة للأطفال الصغار والقدرة على الاستنتاج للأكبر سنًا، وتمتاز تلك الطريقة بأنها طريقة منطقية، وهي ليست بالحديثة إذ يرجع استعمالها إلى هربارت واتباعه الذين نظموها ووضعوا لها خطوات سميت بخطوات هربارت الخمس وهي:

١- التمهيد: وهو عملية تهيئة لما في عقول الطلاب من معلومات سابقة لها صلة بالدرس الجديد لغرض خلق الدافع لديهم وتحفيزهم على تلقي الدرس الجديد.

٢- العرض: وهو مرحلة جمع الحقائق الجزئية من الطلاب وكتاباتها على السبورة مع ضبط أواخر الكلمات.

٣- الربط أو الموازنة: وهو مناقشة الأمثلة وتحليلها بالاشتراك مع الطلاب والمقارنة بين الأمثلة الموجودة أمامهم حتى يقفوا على المتشابه والمتباين منها، ويسهل عليهم الوصول فيما بعد للقاعدة.

٤- التعميم واستقرار القاعدة: وهو مرحلة صياغة القاعدة من قبل الطلاب وبمساعدة المدرس وكتاباتها على السبورة بخط واضح.

٥- التطبيق: وهو الخطوة الأخيرة وفيه تعطى أمثلة جديدة وتحل تمرينات مختلفة تتعلق بالدرس مشافهة وكتاباته للتأكد من صحة القاعدة ورسوخها في أذهان الطلاب.

مزايا الطريقة الاستقرائية:

١- تنمية قدرة الطلاب على التفكير المنطقي السليم.

٢- تنمية قدرة الطلاب الفعلية لإدراك العلاقات بين الأشياء المحيطة بهم والتمييز بينها وصولًا إلى أحكام ونتائج عامة وصحيحة ودقيقة.

٣- تنمية عادات واتجاهات نفسية و عقلية سليمة كالصبر والقدرة على مواجهة المشكلات والتشوق إلى اكتشاف الحقائق وعدم التسرع في تكوين الأحكام أو النتائج العامة.

خامسًا، طريقة الاستقصاء:

يعرف الاستقصاء بأنه عملية يتم فيها فحص أي معتقد أو أي شكل من المعرفة في محاولة لإثبات نظريات أو نتائج معينة وتشتمل تلك العملية على أعمال مختلفة ترتبط بالتفكير العقلي، ومثال على ذلك:

١- أطلب من الطلاب زيارة سوق خضار في المنطقة التي يسكنون فيها، وتسجيل جميع الأنواع التي يبيعها السوق، تمهيدًا لاستقراء القواعد العامة المتصلة بمحتويات السوق.

٢- أطلب من الطلاب استخلاص أحكام كلية من قوائم أحكام جزئية تزودهم بها، أو مدونة لديهم.

مزايا الطريقة الاستقصائية:

١- أنها عملية استدلال تبدأ من الجزئيات وتنتهي بالكليات، وهي بهذا تنمي في الطلاب القدرة على التفكير، والموازنة بين الجزئيات واستنباط الأحكام، والقواعد العامة من تلك الجزئيات، وهذا راجع إلى أن الطالب ينتقل في تعلمه حسب هذه الطريقة من المعلوم إلى المجهول، ومن المثال إلى القاعدة أو التعريف.

٢- تهيء للتمليذ الفرص الإيجابية والمشاركة بكل خطوة من الدرس سواء أكان ذلك في تقديم الأمثلة أم مناقشتها واستخلاص قاعدتها، وهكذا فإن هذه الطريقة تحفز الطالب للتعلم، وتجعل الدرس شائقًا فتهيئ له عنصر الدافعية للتعلم.

٣- تعرف المعلم بمستوى كل واحد من تلاميذه نتيجة المناقشة المستمرة.

٤- تحمل الطالب على التفكير الهادئ والتعبير عن القاعدة أو التعريف بأسلوب لغوي صحيح.

٥- توثق العلاقات الاجتماعية بين المعلم وتلاميذه من جهة وبين الطلاب أنفسهم من جهة أخرى.

٦- تبقى المعلومات التي تكتسب بهذه الطريقة في الذاكرة مدة أطول من المعلومات التي تكسب بواسطة الإلقاء.

سادسًا، طريقة صحائف الأعمال:

هي صحيفة تماثل في حجمها أبعاد صفحة كتاب الطالب تحمل على أحد وجهيها عددا من الأعمال والأنشطة المختلفة التي يطلب من الطالب إنجازها (قراءة، وملاحظة، وتحليل، وترتيب، وموازنة، ومناقشة) وتظهر تلك الأعمال والأنشطة على الصحيفة بصفة اأقرأ، ألاحظ، بهدف مساعدة الطالب على تحقيق هدف تعليمي في المادة الدراسية المقررة، وتحمل الصحيفة على وجهها الآخر دليل التصحيح، أي الإجابة على الأسئلة الموجودة على الوجه الأول من الصحيفة بحيث يوازن الطالب إجابته بالإجابة الصحيحة فيتعلم ذاتيًا.

إرشادات عامة لاستعمال البطاقات التعليمية بمختلف أشكالها:

١- أن يكون لكل صحيفة عمل هدف واحد محدد من خلال عرضه في الصحيفة.

٢- أن يكون شكل الصحيفة مثيرًا لاهتمام الطلاب وكذلك مضمونها.

٣- أن تتصف تعليمات تنفيذ الصحيفة بالبساطة والتسلسل.

٤- أن يتناسب مضمون الصحيفة ولغتها، وتعليماتها مع مستوى الطلاب اللغوي، والتحصيلي.

٥- أن يسهم مضمون الصحيفة في تحقيق أهداف تعليمية محددة.

ويمكن تطبيق صحائف الأعمال في جميع دروس ووحدات مادة التربية الإسلامية ومن الأمثلة على ذلك صحيفة عمل لدرس الصلاة الصف الرابع الابتدائي كما يأتي

 

الوسائل التعليمية في التربية الإسلامية:

تشكل الوسائل التعليمية مكانة مهمة في عملية التعليم، فيها تتضح المفهومات والحقائق، ومن خلالها يصل المدرس والطالب إلى أهدافها بأيسر السبل، ولهذا زاد الاهتمام بها حديثًا، وتعددت البحوث حولها وحول دورها في العملية التعليمية، وضرورة الأخذ بنظام متكامل فيها يوزع فيه دور كل وسيلة تبعًا لمدى قيمتها في تحقيق الغرض المطلوب.

وتتنوع الوسائل التعليمية لدرجة يمكن معها إبداع وسائل أخرى حسب الظرف والحاجة وحسب استيعاب المتعلم، ومن هذه الوسائل:

١ - السبورات ولوحات العرض

٢ - الشرائح وأجهزة العرض.

٣ - الصورة المتحركة.

٤ - الأفلام المتحركة.

٥ - التلفاز.

 

أهمية التقويم:

يتميز القرن الحالي بالتقدم العلمي في شتى مجالات الحياة، وبالتطور المستمر في العلم والمعرفة، وتستدعي الحاجة من وقت لآخر تقويم الإنجازات العلمية وتدفق المعرفة، وصولًا إلى إنجازات أفضل واستخدام أمثل لها.

يعد التقويم أحد العناصر الأساس للمنهج والعملية التعليمية فله مكانة مهمة فيهما لما له من تأثير في الأهداف التعليمية والمحتوى والأساليب والأنشطة، فالتقويم ينير الطريق للمعلم والمتعلم للوقوف على نقاط الضعف ومعالجتها، ونقاط القوة وتدعيمها، وهكذا فإن التقويم عملية تشخيصية علاجية، القصد منها تعديل المسار للوصول إلى المستويات الفضلى الممكنة لتحقيق فاعلية قصوى بالنسبة إلى العملية التعليمية.

ومن الاتجاهات الحديثة في عملية التقويم التربوي ألا تقتصر هذه العمليات على القياس والموازنة على أساس معايير محددة سلفًا، بل يتعداه إلى التطوير والتحسين، أي أن تستعمل نتائج هذه العمليات في إصلاح المتغيرات والمكونات التي خضعت للتقويم وزيادة كفايتها وفاعليتها.

فإذا ما ابتعد التقويم من هذا المفهوم، غدا تقويما قاصرًا ليس له أي دور في عمليات إصلاح العملية التربوية وتطويرها. وفي هذا تأكيد للمسلمة التي تنص على (أن ما لا يخضع للتقويم بصورة ما يكون بمنأى عن التحسين والتجديد المستمرين).

لقد استعمل التربويون التقويم في جوانب مختلفة، ووجهات نظر متعددة مما أدى إلى تعدد أنواعه، ولكن مهما تعددت أنواعه وتعريفاته على وفق تعدد برامج التقويم وأنموذجاته وأغراضه فإن هذه التعريفات تشترك في (أن التقويم عملية منظمة لجمع المعلومات وتحليلها، لغرض تحديد درجة تحقيق الأهداف التربوية واتخاذ القرارات التي من شأنها معالجة جوانب الضعف وتوفر النمو السليم من خلال إعادة تنظيم البيئة التربوية وإثرائها).

 

وتتجلى أهمية التقويم في العملية التربوية في الأمور الآتية:

١- تحديد اتجاه المدرسة في تحقيق أهدافها.

٢- تشخيص الصعوبات التي تصادف المدرسة، والمعلمين والمتعلمين.

٣- تحسين عملية التعلم اعتمادا على التشخيص بتذليل الصعوبات، وتعديل أساليب التدريس، وتنقيح المناهج.

٤- تحفيز المتعلمين على التعلم بمساعدتهم على معرفة مدى نجاحهم في مواقف التعلم المختلفة، واكتشاف نقاط ضعفهم، والعمل على تجاوزها.

٥- توجيه المتعلمين وإرشادهم إلى تعزيز ما يمتلكونه من معلومات، ومعرفة حاجاتهم، وميولهم، وقدراتهم المختلفة.

 

مسؤوليات التقويم:

١- التوجيه: يسهم التقويم في توجيه عمليتي التعليم والتعلم من خلال اكتشاف القوة والضعف واكتشاف استعدادات المتعلمين وقدراتهم وتشخيص أخطائهم خلال تعلمهم ومحاولة اقتراح حلول مناسبة لبعض المشكلات التي قد تظهر في العملية التعليمية.

٢- تحقيق الأهداف: يقيس التقويم مدى تحقيق الأهداف التربوية بمجالاتها المختلفة المعرفية والوجدانية والمهارية عند المستويات الإدراكية المختلفة.

٣- تحسين التعلم: ويتم عن طريق التقويم وتقديم توصيات واقتراحات خاصة بتحسين عمليتي التعليم والتعلم داخل الصف الدراسي وخارجه.

٤- الحكم: يسهم التقويم في الحكم على طرائق التدريس والوسائل التعليمية المستعملة.

 

أنواع التقويم:

يمكن أن يجري التقويم في أوقات مختلفة من حيث زمن التعامل مع المنهج وعلى أساس ذلك يصنف التقويم إلى: تقويم مبدئي، وتقويم تكويني، وتقويم ختامي، وتقويم تتبعي:

أ - التقويم التمهيدي (المبدئي) Initial Evaluation: وهو يتم قبل البدء في تطبيق المنهج حتى تتوفر صورة كاملة عن الوضع الكائن قبل التطبيق، أحيانًا يسمى تقويما تمهيديا، فإذا كان التقويم للمتعلم فما هو مستواه معرفيًا، ووجدانيا، ومهاريا، إن التقويم المبدئي يوفر معلومات مهمة عن هذا المستوى ويساعد التقويم المبدئي في:

      ١- تحديد وضع المتعلم من حيث نقطة البداية في التعامل مع المنهج أو البرنامج.

      ٢- معرفة الأوضاع التي سيتم فيها تطبيق المنهج من حيث الإمكانات المادية والمعلمين والطلاب وذلك لبدء المنهج أو البرنامج.

ب - التقويم البنائي والتطويري أو التكويني Formative Evaluation: ويقصد به التقويم الذي يصاحب الأداء أو التنفيذ، ويهدف إلى تصحيح المسار، عن طريق التشخيص والعلاج الفوري لكل الفوري لكل ما يعترض عملية التعليم والتعلم من عقبات.

ويفيد هذا النوع من التقويم في اكتشاف الإيجابيات وتدعيمها وتحديد السلبيات ومعالجتها مما يجعل البرنامج التربوي في حالة تطوير مستمرة.

ج - التقويم النهائي Motive Evaluation: وهو الذي يتم في نهاية تنفيذ البرنامج كله أو في نهاية المدة المحددة (كأن تكون فصلًا أو عاما دراسيًا).

 د - التقويم التتبعي Follow-Up Evaluation: ويتم عن طريق مواصلة متابعة المتعلم بعد التخرج لمعرفة فعاليته في العمل وتعامله مع نشاطات الحياة ومجابهة مشكلاتها.

 

أهمية التقويم في مادة التربية الإسلامية:

١- معرفة نقاط القوة والضعف لدى الطالبة، ومن خلال ذلك يمكن للمعلم أن يؤكد على نقاط القوة، كما يمكنه معالجة جوانب الضعف والقصور بتوجيه المتعلمين إلى كيفية استثمار أوقاتهم، وتحديد مشكلاتهم وكيفية علاجها.

٢- توضيح الفروق الفردية بين المتعلمين واكتشاف الطلاب الأذكياء وما ينبغي على المعلم من إعداد أنشطة خاصة بهم، كما أنه يجعل المعلم قادرا على معرفة الطلاب الضعاف وبذلك يمكنه وضع سبل العلاج المناسبة لهم.

٣- معرفة مدى تحقق الأهداف التربوية كمًا وكيفًا وبأية نسبة تحققت.

٤- مساعدة المعلم على إدراك مدى فاعليته في التدريس، ومدى كفاية الطرائق التي يستعملها ومدى مناسبتها للمتعلمين، وهذا من شأنه أن يجعل المعلم متطورًا في استعماله لاستراتيجيات التدريس المتنوعة وبالتالي رفع مستوى أدائه.

٥- إعطاء المتعلمين قدرًا من التعزيز والإثابة، والحافز والدافع للمزيد من بذل الجهد في التعلم.

٦- إيجاد نوع من الصلة الوثيقة بين البيت والمدرسة حيث إنه يجعل أولياء الأمور واقفين على مستوى أبنائهم ومن ثم يدفعونهم لمزيد من الجهد واستثمار أوقاتهم فيما يحقق أهداف المدرسة من العلمية.

 

خصائص التقويم:

١- الاتساق مع الأهداف.

٢- الشمولية: ينبغي أن تكون عملية التقويم شاملة لجوانب نمو المتعلم جميعها الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية والمعرفية.

٣- القيمة التشخيصية: هناك أساس مهم لعملية التقويم هو أن تكون نتائجها تشخيصية، أي أن تميز المستويات المختلفة من الأداء، وأن تصف نواحي القوة ونواحي الضعف في عمليات الأداء ونتائجه.

٤- الصدق: صدق أدوات التقويم معناه أن تقيس ما وضعت لقياسه، ويزداد هذا الصدق كلما ازداد اتساقها مع الأهداف، وتستند الأدوات الصادقة إلى تحليل أنماط السلوك المراد تقويمها.

٥- الاستمرارية: ويقصد بالاستمرارية ملازمة التقويم للعملية التعليمية من بدايتها وحتى نهايتها، وبذلك تتحقق الوظيفة العلاجية التربوية للتقويم وليس إصدار أحكام بهدف تشخيص حالة المتعلم في نهاية العام الدراسي.

٦- التكامل: نظرًا لأن السلوك الإنساني بشكل وحدة عضوية بمعنى أن كل جزء من أجزائه مرتبط بالأجزاء الأخرى، فإن تلك الأجزاء بحاجة إلى تجمع مرة أخرى عند نقط كثيرة وينبغي أن تشكل مجموعة أدوات التقويم نمطًا مترابطًا بحيث توفر كل أداة منها اللبنات المكملة للأداة الأخرى.

 

أنماط التقويم:

التقويم يعني معرفة مدى تحقيق الأهداف المحددة لمادة التربية الإسلامية وهو بهذا المعنى يعد جزء لا يتجزء من المنهج التربوي الإسلامي، والتقويم أيضا عملية تحدد قيمة الشيء تحديدا شاملا للتأكد من سلامة الأهداف وكفاية الوسائل ومناسبة الأساليب المتبعة فيه، وأنه يطمئن المدرس إلى مسيرة الأداء في الدرس، وإلى انتقال خطواته انتقال صحيحًا هادفًا، وللتقويم أنماط متعددة منها:

١- أسئلة المعلم للمتعلمين.

٢- أسئلة المتعلمين للمعلم.

٣- أسئلتهم المتعلمين بعضهم لبعض تحت إشرافه.

٤- مطالبتهم بالتعبير الذاتي عن بعض قواعد الدرس وأفكاره ومواقفه.

٥- تكليفهم تلخيص بعض الحقائق والمواقف في الدرس.

٦- قيام بعضهم بتمثيل الشخصيات التي يسمح الدين الإسلامي بتمثيلها.

٧- مطالبتهم بالموازنة بين بعض المبادئ الإسلامية، وما يقابلها مما هو سائد في تطبيقات الحياة، مع بيان المزايا والمسوغات التي جاء بها الإسلام.

٨- اختبارات قياسية معيارية تعد قبل الدرس ويجاب عنها فيه.

 

خطوات التقويم:

١- تحديد الأهداف العامة والخاصة في عملية التقويم.

٢- تحديد المواقف التي نجمع منها المعلومات المتصلة بالأهداف.

٣- تحديد كمية المعلومات ونوعيتها التي نحتاج إليها.

٤- اختيار، ثم تصميم أساليب التقويم المناسبة وأدواته.

٥- جمع البيانات باستعمال الأدوات والأساليب المختارة ومن المواقف السابق تحديدها.

٦- تضيف البيانات والمعلومات عن طريق تحليلها وتسجيلها في صورة يمكن منها الاستدلال والاستنتاج.

٧- تفسير البيانات في صورة تتضح بها المتغيرات، والبدائل المتاحة التي يفاد منها في إصدار حكم أو قرار.

٨- إصدار الحكم أو القرار.

٩- متابعة تنفيذ الحكم أو القرار، حتى يمكن معرفة مدى المعلومات التقويمية في تحسين العمل أو الموقف أو السلوك الذي تقومه.

 

 أغراض القياس والتقويم:

يعرف الاختبار بأنه عينه مختارة من السلوك (النواتج التعليمية) المراد قياسه لمعرفة درجة امتلاك الفرد من هذا السلوك، وذلك من أجل الحكم على مستوى تحصيله، وتعدد الاختبارات كمقاييس مختلفة منها اختبارات التحصيل، واختبارات الاستعداد، واختبارات الشخصية، أما أغراض القياس والتقويم فهي:

١- التحصيل: وهو معرفة مقدار ما امتلكه المتعلم من مادة دراسية معينة على وفق أهداف معينة وهي مدة زمنية معينة، و تساعد معرفة مستوى تحصيل المتعلم في معرفة مدى مساهمته الفعلية في المشاركة المعرفية في أمور حياته المختلفة وتساعد في معرفة كمية المواد الدراسية ونوعيتها التي يمكن أن تضاف مستقبلًا بحسب مدى المعلومات المتوافر لديه.

٢- المسح: يعد المسح ضروريًا للتخطيط لبرامج مستقبلية تختص بالتدريب والتعلم وغيرها.

٣- التنبؤ: يعني توقع مستوى أداء الفرد مستقبلًا على أساس عد سلوك الفرد في معدله ثابتًا، يفيد التنبؤ في اختصار الوقت، والجهد في اختبار الأفراد الذين يتم التنبؤ عن مستوى أدائهم العالي مستقبلا سواء أكان ذلك في مهنة معينة أم في برنامج تدريسي معين أو تدريبي.

٤- التشخيص والعلاج: ويعني التشخيص في معرفة نقاط القوة، والضعف في أداء أي شخص سواء أكان الأداء في غرفة صَفِّية أم في مهنة معينة أم في برنامج معين، في حين يعني العلاج مواجهة الأسباب التي تدعو إلى وجود نقاط الضعف المعينة في الوقت نفسه الذي يتم فيه تأكيد نقاط القوة، والعمل على استمراريتها.

٥- الإرشاد والتوجيه: ويعني به إرشاد المتعلمين وتوجيههم ممن يواجهون صعوبات معينة في مجال ما، إلى الأكثر مناسبة لقدراتهم أو استعدادهم، وبذلك يوفر عليهم الجهد والوقت في ضوء نتائج القياس والتقويم.

٦- اتخاذ القرار: كالنقل والتدريب، وإعطاء الشهادات وغير ذلك.

٧- أغراض خاصة بالنظام التربوي وهي كالأتي:

    أ- التغذية الراجعة (Feedback) لكل من المعلم والمتعلم ويقصد بالتغذية الراجعة، معرفة النتائج.

    ب- إثارة الدافعية لدى المتعلمين ويعني بالدافعية القوة الذاتية التي تحرك سلوك المتعلم في اتجاه معين.

    ج - معرفة المدى الذي تقدم إليه المتعلم خلال مدة دراسية.

     د - تطبيق المتعلمين لما تعلموه وممارسته داخل الغرفة الصفية.

    ه - تقييم ملائمة المناهج لحاجات المتعلمين، وميولهم واستعداداتهم.

    و- البحث التربوي: وبخاصة فيما يتعلق بمعرفة أثر وحدة منهجية جديدة في تحصيل المتعلمين أو طريقة تدريس معينة وغيرها.

 

مجالات التقويم في التربية الإسلامية:

تشتمل عملية التقويم على جوانب العملية التربوية جميعها فهي تقوم الأهداف والمنهاج والكتاب، والمعلم، والمتعلم، والمدرسة، والوسائل التعليمية، وتقويم عملية التقويم نفسها، ويمكن إيجاز مجالات التقويم في التربية الإسلامية بما يأتي:

١- تقويم الأهداف: يقوّم المعلم أهداف مادة التربية الإسلامية من حيث ترابطها وتكاملها ومدى قابليتها للتحقق في الحياة ويقوم الأهداف من حيث مدى شموليتها لجميع الجوانب المتعلقة بالإنسان والكون والحياة، ومن حيث مدى عناية الأهداف بتنمية جوانب شخصية المتعلم جميعها عقليا وروحيا وجسميًا وعاطفيًا واجتماعيًا.

٢- تقويم المنهاج والكتاب: يقوم المعلم منهاج التربية الإسلامية من حيث مدى ملائمته لأهداف التربية وتحقيقه لها. وأثر هذا التقويم في إحداث التغيرات المرغوبة في سلوك المتعلمين ويقوم معلم التربية الإسلامية الكتاب المدرسي سواء من حيث الشكل وطريقة إخراج الكتاب بصورة شائقة وواضحة وطباعة المادة التعليمية بصورة مناسبة، أو من حيث الموضوع، ومدى ملائمة محتوى المادة للمنهج، وطريقة عرض مادة الكتاب، وصحة المعلومات فيه.

٣- تقويم المعلم نفسه: يقوم معلم التربية الإسلامية نفسه في ضوء معايير ومحكات مقننة بحيث يتعرف نفسه من حيث شخصيته ومؤهلاته وطاقته وواقعيته ونموه الأكاديمي والتربوي ومدى تحمله للمسؤولية.

٤- تقويم المدرسة: وذلك بتقويم علاقة المدرسة بالمجتمع في ضوء تحقيق أهداف التربية الإسلامية، ويستطيع معلم التربية الإسلامية أن يقوم هذه العلاقة من حيث مدى مساهمة المدرسة في نشاطات المجتمع الدينية، ومساهمة المتعلمين في إحياء المناسبات الإسلامية مثل، المولد النبوي الشريف، والهجرة النبوية، ومعركة بدر الكبرى وغيرها، ومن حيث مدى مشاركة أعضاء المجتمع المحلي في مجالس الآباء والمعلمين ومجالس التطوير المدرسي.

٥- تقويم المتعلم: يمكن تقويم جوانب متعددة من شخصية المتعلم، فالتقويم للمتعلم يتعلق بإصدار حكم على تحصيله وقدراته واستعداداته وشخصيته وميوله واتجاهاته.

٦- تقويم الوسائل التعليمية: يقوم معلم التربية الإسلامية الوسائل التعليمية من حيث نوعها وكلفتها وملائمتها لتحقيق الأهداف.

٧- تقويم عملية التقويم نفسها: تقوم عملية التقويم نفسها من حيث اشتمالها على أدوات تقويم متعددة واشتمالها على تقويم جوانب النمو جميعها لدى المتعلم ومدى استعمال أساليب تقويم تناسب أهداف المنهج.

 

 

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم