أولادنا

تأثير الأسرة على نمو ذكاء الطفل

في دراسة أجريت فى جامعة نورث كارولينا الأميركية، لبحث تأثير الأسرة على نمو ذكاء الأبناء، قام الباحثون بإخضاع ثلاث مجموعات من الأطفال للبحث، وجاءت على التوالي: مجموعة المنزل، ومجموعة المركز، والمجموعة الضابطة.

المجموعة الأولى (مجموعة المنزل) قدمت لهم الرعاية فى منازلهم من خلال أخصائيين اجتماعيين يقومون بتثقيف الآباء والأمهات بصورة تساعد على تحسين جو الأسرة وزيادة التفاعل بين الأم والطفل.

أما المجموعة الثانية (مجموعة المركز) التحق أطفالها بمركز مخصص لهم كبيئة إثرائية، يخضعون لبرنامج يساعدهم على تنمية مهاراتهم اللغوية والاجتماعية والعضلية الكبيرة والصغيرة.

 والمجموعةالثالثة (الضابطة) لم يكن هناك أي تدخل على الإطلاق.

 

ترى ما هي المجموعة التي حققت أدنى معدل في مستوى ذكائهم ومستوى تحصيلهم الدراسي؟

النتيجة أن مجموعة المنزل التي حققت أقل مستوى ذكاء بين أطفالها مقارنة بالمجموعتين الأخريين، وهذا يعني أن تأثير الأسرة كبير جداً وهام على نمو دماغ الطفل، وأن أمهات مجموعة المنزل لم يكن على قدرٍ كافٍ من الوعي لمساعدة أطفالهن على النمو والتحسن.

فإذا نظرنا للأم التي تكثر من النواهي والأوامر لطفلها أو تصرخ في وجهه هي بذلك لا تؤذيه انفعالياً فقط بل تؤذي النمو المعرفي لعقله أيضاً، وهنا نستعرض الأسباب الكفيلة بالتأثير على ذكاء ابنك:

 

1- ثقافة ووعي الأم

 

تؤثر درجة وعي الأم بطريقة سير العملية التعليمية والتربوية في نشأة طفلها. فهي وجهته للعالم، من خلالها يرى ويلمس ويشعر ويتذوق ويسمع، وهي تبني إنساناً كاملاً وليس مجرد طفل، يتعرف هذا الإنسان على الكون من خلال النوافذ التي أتاحتها له.

الأيدي الصغيرة التي تعبث بالأدراج وترمي الأشياء وتنثر الدقيق ليست عشوائية، بل تعي تماماً ما تفعله، يحدثها العقل فتتحرك نحو الهدف مدركة أنه غذاء له وبناء سيصمد مدى الحياة، كلما نفذت الأيدي ما يطلبه المخ ازداد صلابة وتماسكاً وبنى معرفة يستحيل محوها.

 

2- كبت حرية الطفل

المخ يتغذى على الاستكشاف والانطلاق والحرية، وإذا ما حدت هذه الحرية أثر بالسلب على المخ وفقد جزءاً ليس بالهين.

حماية الطفل من مشاعر النبذ أو الرفض أو العناد أو العقاب هي الحل لعقل مثالي مستعد للتعلم من البيئة حوله دون فرض أية قيود، كونه إنساناً متفرداً بذاته ميزه الله عن سائر المخلوقات، له كامل الحرية في المأكل والملبس واختيار ألعابه وطريقة تعلمه واتباع شغفه وطموحاته ومستقبله ويبقى دور الوالدين إشرافياً وتوجيهياً.

 

3- اتجاهات الوالدين تجاه عملية التعليم

أجرى الباحث ماريون هيسون من جامعة ديلاوير الأميركية دراسة مع 125 من الأمهات لأطفال في سن 4 سنوات أثبت فيها أن اتجاهات الآباء وأساليبهم في التعامل مع أطفالهم هي نقطة الارتكاز في التكيف الانفعالي للطفل في مواقف التعليم بالمنزل أو المدرسة.

ففي الدراسة ظهر واضحاً كيف يمارس الآباء أشكالاً مختلفة من التدريب الأكاديمي لأطفالهم مستخدمين كلمات لها دلالة تتمثل في بعض الأوامر اللفظية وبعض التعليمات الناقدة، ما يؤدي لتشكيل موقف سلبي عند الطفل تجاه التعليم واكتساب المعلومات.

 

4- الافتقار إلى البيئة المحفزة

لا ينمو عقل الطفل ويكبر ذكاؤه دون وجود بيئة محفزة، ولا ينمو اللحاء الدماغي بكفاءة إلا في ظل بيئة محيطة غنية بالخبرات.

والدراسات كثيرة في إثبات أن المخ يتغير تشريحياً وليس فقط وظيفياً عند تقديم بيئة ثرية له تحفز من عمل خلاياه وتُبنى شبكة من الوصلات العصبية كبناء أعمدة المنزل.

فغرفة الطفل “هل هي خالية على عروشها؟” ماذا يوجد بداخلها؟ ألعاب متناثرة ملها الطفل وربما تلفاز مفتوح طيلة اليوم، ليست هذه البيئة الثرية التي يحتاجها الطفل بالتأكيد.

البيئة الثرية تتميز بإشغال عقله ويده معاً، بخلط مكونات مختلفة لتنتج معادلة يفهمها فقط هو، بأدوات تعلمه علم النبات والحيوان والفضاء والجغرافيا والتاريخ وليس فقط الحروف والأرقام، بقصص هضمها وشكلت عقله الواعي واللاواعي.

وكما قال أرنولد شيبل عالم المخ والأعصاب “يبدو لي أن مخ الصغير لديه جوعٌ كبير للاستثارة”.

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم