نظم المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية بالتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي، يوم السبت الماضي، عبر وسائل البث المباشرة، لقاء تربويا لعرض ومناقشة كتاب: (التربية الوالدية.. رؤية منهجية تطبيقية في التربية الأسرية) والذي اﺷترك في ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ :اﻟﺪﻛﺘﻮر عبد الحميد أﺑﻮ سليمان، واﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻤﺮ اﻟﻄﺎﻟﺐ، واﻟﺪﻛﺘﻮر ﻫﺸﺎم اﻟﻄﺎﻟﺐ.
في بداية اللقاء تحدث د. هشام الطالب وذكر أن ﺛﻠﺚ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن واﻟﺴﻨﺔ، والثلث الأخير من خبرة المؤلفين الثلاثة، واﻟﺜﻠﺚ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ أدﺑﻴﺎت الشرق واﻟﻐﺮب، كما حدد غاية الأسرة المسلمة في أمرين: الأول: تكوين أسرة سعيدة ممتدة. والثاني: إنتاج قادة أتقياء صالحين وذكر أن هناك أرﺑﻌﺔ جوانب لتكوين هذه الشخصية وهي: اﻟﻘﻮة الجسدية والصحة (القوي الأمين)، اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، العلم والحكمة والإيمان المهارات والقدرات.
مضيفاً أنه عند النظر إلى واقع المناهج التربوية المعمول بها في العالم الآن نجد أن المنهج التربوي المعمول به في الغرب قد تطرف في تصور قدرة الإنسان وعلمه حتى وصل به إلى حد التأليه، أما العالم الإسلامي فقد ابتعد كثيرا عن روح الإسلام ومبادئه التربوية فانتشر فيه الاستبداد والتسلط وحكم الفرد في ميدان الاجتماع والسياسة على حد سواء.
وكذلك فإن العلوم الاجتماعية والإنسانية صاغتها أوروبا واعتمدت على ثلاثة أشياء: مركزية أوروبا. وأساسها الامبريالية والاستعمارية. وتميزت بالفردانية المادية الأنانية. وأصدق تعبير عن هذه الحالة وتفسير لها هو قول الحق تبارك وتعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23) وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}[الجاثية:23 - 24] والمحصلة أن التربية الوالدية في النموذجين ضعيفة جدا.
كما أكد على أن شخصية الإنسان تتكون في السنوات الخمس الأولى من عمره وأن الإسلام قد وضع عدة مبادئ تساعد على تربية الطفل تربية سليمة في هذه المرحلة المهمة من حياته، وهي: الرضاعة الطبيعية وقد فصل القرآن في بيانها تفصيلا يؤكد أهميتها، وطاقة الدماغ عند الطفل وقدرته على الحفظ كبيرة جدا، فيفضل الاستفادة منها في الحفظ والتعلم، وبناء الهوية، واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ، والابتعاد عن المحرمات والفواحش، والنوم بعد صلاة العشاء والاستيقاظ لصلاة الفجر.
من جانبه، أكد د. هشام الطالب على أهمية أن يكون التأليف في مجال التربية بشكل يساعد على الاستفادة منه عمليا وليس فقط تجريدات فلسفية بعيدة عن الواقع، ثم تحدث عن وسائل تحبيب الطفل في القراءة وكذلك عن أخطار وسائل الترفيه على مستقبل الأطفال، وتحدث عن الفرق بين التعليم والتربية، ففي حين يقتصر مفهوم التعليم على توصيل المعلومة نجد التربية تشمل المعلومة والأخلاق والآداب، ولا يكفي التعليم وحده للنجاح بل لابد من الأدب.
وتحدث عن أهمية صلة الرحم والعلاقات الاجتماعية في الوقاية من الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية، وفي نهاية مشاركته أكد على أهمية تربية الطفل على مواجهة الدكتاتورية والظلم وأنه إذا كان هدف المسلم الوصول إلى الحق فإنه لابد من الحرية حتى يتمكن من ذلك.
ثم تحدث الدكتور ماجد أبو غزالة: عن كيفية تفعيل محتوى كتاب التربية الوالدية عن طريق تطبيق ثلاث منهجيات إثرائية لنظام التعليم الإلزامي:
الأولى: منهجية التدريب والتطوير.
الثانية: منهجية الأنشطة المدرسية الإثرائية وذكر أن الكتاب يحتوي على سبعين نشاطًا إثرائيًا.
الثالثة: منهجية الإنتاج المرئي والمسموع، حيث إن الكتاب يوجد به مواضيع يمكن صياغة سيناريوهات منها لإنتاج مقاطع مرئية متنوعة الأفكار.
.