لقد أثارت ضجة بعض وسائل الإعلام مؤخرا حول شخصية الإمام أحمد بن تيمية اهتمام الناس حوله، ورغم أن الرجل قامة علمية حفظ لها التاريخ حقها في أنصع صفحاته، إلا أنه بين الفينة والأخرى تأتي التغيرات والتجاذبات السياسية بالرجل لتحمله كل خطايا المرحلة ومسئولية مشكلاتها!
ورغم أن الرجل أنصفته كتب وأبحاث ودراسات للعرب والعجم إلا أنه ما زال متهما في نظر أنصار الحداثة والدولة العلمانية، إذ يشعرون أن أراءه خلقت جيلا ما زال يمثل حائط صد حقيقي في وجه التغريب والحداثة والانبطاح أمام ثقافة العولمة الجديدة التي تريد أن تصهر المجتمعات مع اختلافاتها العقدية والاجتماعية والجغرافية في بوتقة واحدة!
ربما يظن القارئ أن ابن تيمية شخصية ألقت بظلالها السياسية من خلال فتاوى بعينها مشهورة عنه، إلا أنه يعد قامة ومدرسة تربوية لها اتجاهاتها وأراؤها التي أثرت المجال التربوي!
ويعتبر ابن تيمية من العلماء الذين تميزوا بثقافة واسعة وشخصية متميزة لها اجتهاداتها العلمية ونشاطها المتعدد الألوان والفكر المتميز، حيث كانت ثقافته عربية إسلامية خالصة، استطاع أن يستوعب جميع جوانب الثقافة الإسلامية المعروفة في عصره، وتعمق في دراسة المعارف القرآنية وعلوم الحديث والتوحيد وكان للقرآن تأثير كبير على فكره.
والتاريخ الإسلامي مليء بسير العلماء المصلحين الذين كان لهم أثر كبير في صناعة التاريخ والتأثير على المجتمعات، ومنهم تقي الدين أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية.
وعلى الرغم من أن الإمام ابن تيمية وُجد في بيئة اتسمت بالفوضى السياسية وكثرة الفتن والاضطرابات، حيث اجتاحت التتار بخيولها بلاد العالم الإسلامي واستلوا على مقر الخلافة الإسلامية بغداد، وقتل الخليفة العباسي، وقد برزت الأمة متشرذمة كل يعمل لنفسه مما سهل دخول الأعداء أراضيهم بل وقتلهم، فكانت فرقا وجماعات وشيعا، فجاءت آراء ابن تيمية وليدة عصره ممزوجة بعلمه.
تتابعون معنا في الملف:
.