ولاء الله تعالى للمؤمنين يقتضي حدودًا يضعها لهم ضمانًا لفوزهم، كما أن براءته من الكافرين توجب خذلانه لهم تحقيقًا لعدالته (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴿11﴾) (محمد: 11). فيكون موقفه من الفريق الأول توجيها وزجرًا حين عجل عقوبتهم (لِيذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴿41﴾) (الروم: 41) وجزاء وعذابًا للفريق الثاني حين أجل هذه العقوبة (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴿42﴾) (إبراهيم: 42).
قبل تفصيل الموقف الأول- الذي يعنينا هنا- نذكر بأن صلح المسلم مع ربه، يكون بمقدار طهارة روحه، فكلما هجر الرجس وأحسن تطبيق العبودية لله واجتهد في ذلك، ازدادت السبيل وضوحًا، وعاين نتائج عمله، أما إذا آثر الحياة الدنيا ولبى طلبات النفس الأمارة بالسوء، وارتكب المعاصي بغير توبة، فسيتحول بعضها إلى منغصات ذات انعكاسات سلبية على حياته.
وفى هذه الدراسة، يسوق الباحث مختار محمد لوح أدلة نقلية ومواقف تاريخية تؤكد صحة هذه الأطروحة، كما يتطرق إلى آثار روحية ومادية ذات صلة بمعاصي الفرد والمجتمع.
تقرأون في ملف الدراسة:
.