تظلنا هذه الأيام ذكرى عزيزه على قلب كل مسلم بكل ما فيها من دلالات ودروس وعبر وأحاسيس، متضامنة مع ألم النبي صلى الله عليه وسلم ومعاناته، وهو يعاني في دعوته معاناة كلها آلام وحزن ووحدة بين قومه وغربة في وطنه.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فها هي أمته وقد تكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب ومن كل لغة ولهجة، ومن كل طريقة وعقيدة، حتى كاد الجسد المثخن أن تثقله الجراح فيبدوا وكأنه يسقط.
لكن رحمة الله بنبيه وحبيبه والتي جاءت بجائزة الإسراء والمعراج، فمسحت الجراح وأزالت الهوم وأحدثت نقلة نفسية ونوعيه ودعوية في خُطا النبي بالدعوة، نقلة تعلمنا أن الله معنا مثل ما كان لنبيه، شريطة أن نتخلق بما كان عليه النبي من إخلاص لله ويقين في معيته سبحانه وتعالي، وثقة في نصره عز وجل، وصبر على صعوبة الطريق وخشونة المواجهة!
إنه الشرط كي يرزقنا الله بإسراء في الخُطا يوصلنا إلى المسجد الأقصى وكل أقصى يحتاج إلى تحرير على كل شبر ارتفعت عليه راية هذا الدين، ومعراج في النصر يعيد إلينا زمام الريادة والقيادة كما كان الأوائل الذين تشبعوا بأخلاق وقيم المسافر النبيل في رحلة الإسراء والمعراج صلى الله عليه وسلم.
تقرأون في الملف:
.