التربية في الإسلام تعني: «تنمية جميع جوانب الشخصية تنمية شاملة متوازنة، وفق كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وهذه التنمية (التربية الإسلامية) قد تتحقق بتدريس العلوم الشرعية، وقد تتحقق بأساليب غيرها؛ فقد روي عن الرسول ﷺ أن رجلًا من الأنصار جاء يسأله الصدقة برغم قدرته على العمل؛ فخطط له نشاطًا عمليًا، وجهز له قدومًا، وأمره أن يحتطب ويبيع، على أن يأتيه بعد خمسة عشر يومًا؛ لكى يقيم النبي ﷺ هذا النشاط وهذه التجربة ويقف على نتائجها، وفي ذلك دليل على أنه ﷺ كان يربي بأساليب أخرى الى جانب التربية بالعلوم الشرعية.
وقدر ورد مفهوم (التربية الإسلامية) في القرآن الكريم؛ بمعني (التزكية)؛ أي التطهير؛ ومن ذلك قوله تعالى: {قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا}، أي: طهر النفس ونقاها.
وقد أوضح القرآن الكريم أفرع وأوجه التربية الإسلامية ومحدداتها ووسائلها في مواضع متعددة من القرآن الكريم؛ منها قوله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (الجمعة: 2).