Business

الأسرة ودورها في بناء منظومة القيم لدى الشباب

يعد دور الأسرة محوريًا في عملية تنمية وتعزيز القيم لدى الشباب، والتي تعد حصنًا له ومعينًا على مواجهة التغيرات والتحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي خلفتها العولمة بآلياتها وتحدياتها من ثورة المعلومات والاتصالات ووسائل البث المباشر والإنترنت، والتي أثرت على فكر وقيم الشباب.

الدراسة التي أعدتها الدكتورة علية محمد إسماعيل شرف، كلية التربية جامعة القصيم، تناولت  القيم التي تسعى الأسرة لتنميتها وتعزيزها لدى الشباب، محددة الأساليب التربوية التي تستخدمها الأسرة المسلمة في تنمية وتعزيز القيم، بالإضافة إلى الوقوف على المعوقات التي تحول بين قيام الأسرة بدورها في هذا الصدد.

 

مبادئ أساسية

هناك بعض المبادئ الأساسية التي يجب أن تضعها الأسرة في الاعتبار عند قيامها بتنمية وتعزيز القيم الأخلاقية في نفوس أبنائها، خاصة في مرحلة الشباب، منها:

  1. أنَّ الإنسان يتعلم ما يعيشه، ولهذا فإن السعي لتنمية وتعزيز القيم الأخلاقية لدى الشباب يتطلب من الفرد أن يعيش هذه الصفة، ولا بد أن يسلك سلوكًا يحققها في محيط اجتماعي يقدرها ويستجيب لها.
  2. تكوين القيم الأخلاقية لا يتم بصورة آلية، وإنما في سياق التعليم في المواقف المختلفة، وفى سياق إعادة بناء طرق الأداء والاستجابات في هذه المواقف، فالقيم الأخلاقية هي نتاج تفاعلات مستمرة بين الفرد وعاداته وبيئته ومتطلباتها.
  3. تنمية الأسرة للقيم الأخلاقية وتأصيلها في نفوس الأبناء، تجمع بين الشحنة الانفعالية والجانب التفكيري التأملي، ولهذا وجب على الآباء الاهتمام باتجاهات الأبناء ومشاعرهم، لما لها من أثر حاسم في قبولهم للقيم الأخلاقية على أنها أنماط سلوكية تحدد مسئوليات تفاعلهم.
  4. يرتبط تأثير الأسرة في تنمية وتعزيز القيم لدى الأبناء بمستوى ثقافة الوالدين ومفاهيمهم ومستوى تدينهم، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي يلعبان دورًا كبيرًا في ترتيب النسق القيمي لدى الأبناء، فالطبقة المتوسطة تهتم بغرس قيم معينه في أبنائها، مثل: قيم الإنجاز والإبداع، والطبقة الأكثر ارتفاعًا تهتم بغرس قيم أخرى، مثل: قيم احترام الآخرين، وضبط النفس والمتعة؛ والطبقة الأقل مستوى تهتم بقيم الطاعة والكفاءة وتحمل المسئولية، غير أن جميع المستويات تتفق على تنمية قيم التدين، وتتباين الأوساط الاجتماعية في ترتيب النسق القيم وأولوياته.

 

قيم إسلامية وإيمانية

نجد أن المجتمعات تختلف فيما بينها في الأساليب التي تستخدمها في تنمية القيم لأبنائها فضلًا عن اختلاف الأسر في المجتمع الواحد في استخدام تلك الأساليب، وهذا الاختلاف يعود إلى عدة عوامل، أهمها: المستوى التعليمي للوالدين، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة، إضافة إلى ما اكتسبه الوالدان أثناء طفولتهما، وما يكتسبانه أثناء خبراتهما العلمية والعملية والاجتماعية.

لكن هناك أساس تشتق منه الأسر المسلمة قيمها وهو التشريع الإسلامي، فتربى الاسرة المسلمة أولادها على أخلاق المؤمن،كالأمانة والعدل والرحمة والإنسانية والدفاع عن المظلوم والصدق، إضافة إلى أخلاق الايمان الرئيسية من أداء عبادات وغيرها، حتى إذا تمكنت التربية الدينية القائمة على الإيمان بالله، وأداء العبادات والفرائض من قلوب ونفوس الأبناء، فإننا نكون قد أخرجنا جيلًا ذا بناء قيمي متين وشامل.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم