شحاتة محروس.. مسيرة تربوية رائدة برؤية إسلامية وسطية

صباح السبت الماضي، ارتقى إلى ربه الأستاذ الدكتور شحاتة محروس طه، أستاذ التربية بجامعة حلوان؛ وشُيّعت جنازته عقب صلاة الجمعة بمدينة السادس من أكتوبر في مصر.

يُعد واحدًا من أهم التربويين الإسلاميين العرب فى العصر الحديث، فقد استطاع أن يمزج بين النظريات التربوية والنفسية الحديثة وبين الرؤية الإسلامية وتطبيقاتها في العملية التربوية، كما أنه عمل على علاج كثير من جوانب النقص والخلل الغربية والتي لا تتناسب مع القيم الإنسانية الرئيسة، والتي أكد عليها الإنسان في بناء الشخصية السوية وذلك من خلال كتبه ودراساته ودوراته واستشاراته.

وقد تميز د شحاته محروس ببساطة أسلوبه وطابعه العملي ورؤيته الشاملة الوسطية في العملية التربوية وهو ما ظهر في نعي تلامذته ومحبيه على مواقع التواصل الاجتماعي.

تخرج الدكتور شحاتة من جامعة حلوان عام 1980، وحصل على الدبلوم الخاص فى التربية عام 1982، ثم ماجستير التربية عام 1985، وأخيرًا حصل على درجة الدكتوراة في التربية عام 1989م من جامعة عين شمس.

شغل الدكتور شحاتة العديد من الوظائف التربوية فى أماكن مختلفة ومتعددة، من بينها عضوية الهيئة الاستشارية لسلسلة سفير التربوية، والتي تقدم لأولياء الأمور والمدرسين عرضًا مختصرًا وحلولًا عملية لمختلف المشكلات النفسية في مختلف مراحل العمر.

وأيضًا: تقديم الاستشارات النفسية والتربوية فى مجال الطفولة والمراهقة عن طريق الأكاديمية التربوية (ارتقاء) والتي تضم عددًا من أساتذة الجامعة المتخصصين في العلوم النفسية والتربوية، وتقديم الاستشارات في مجال الإرشاد الزواجي، والإرشاد المهني، وكذا الإشراف التربوي على العديد من المدارس الخاصة بأنواعها المختلفة ومراحلها المختلفة.

وفى المجال الأكاديمي، قدّم «شحاتة» الاستشارات الإحصائية الخاصة بكيفية التحليل الإحصائي العلمي لأبحاث الماجستير والدكتوراة وأبحاث الترقية للوظائف الجامعية: أستاذ مساعد وأستاذ؛ والاشتراك فى البرامج التدريبية لترقية المدرسين الأوائل ونُظّار المدارس ومديري المدراس التابعة لإدارة التدريب بوزارة التربية والتعليم بمصر.

كما قام بإلقاء محاضرات فى العلاقات الزوجية وتربية الأبناء فى الجمعيات الخيرية والنوادي الرياضية، وإلقاء محاضرات بالندوات الطلابية التى تقام فى حرم جامعة حلوان عن مشكلات المراهقة، والفجوة بين جيل الآباء وجيل الأبناء، وكيفية التعامل مع المراهق.

وكان له دور مميز فى تدريب مدربي التنمية البشرية المعتمدين للحصول على الدورات التربوية الخاصة بتربية الأبناء، والخاصة بالتعامل مع الأزواج والزوجات، لتمثل الجانب الأكاديمي العلمي لهم.

شغل «شحاتة» العديد من المناصب والوظائف بجانب تدريسه بكلية التربية جامعة حلوان، فقد كان المشرف النفسي والتربوي للنادي الأهلي، والمسئول عن تدريب المدربين على كيفية التعامل مع اللاعبين، سواء مدربي الناشئين أو مدربي مدرسة الكرة، أو مدربي أكاديمية كرة القدم، أو الفريق الأول، والمسئول عن تقديم الاستشارات النفسية والتربويةي للاعبين بالنادي، وعمل دراسات حالة عن لاعبي الناشئين لحل مشكلاتهم سواء الشخصية أو الأسرية أو التربوية والتعليمية.

كما عمل مديرًا للأكاديمية التربوية (ارتقاء)، والتى تعمل فى مجال التربية والتنمية البشرية، من إعداد وتنفيذ دورات تربوية للمدرسين فى مختلف المراحل التعليمية، وكذلك إعداد وتنفيذ دورات تربوية لأولياء الأمور والمربين بخصوص تربية الأولاد وحل مشكلاتهم، والاستشارات النفسية والتربوية والزوجية.

«شحاتة» صدر له عشرات الكتب والدراسات والأبحاث العلمية فى مجالات التربية المختلفة، ومن أبرز كتبه (أبناؤنا في مرحلة البلوغ وما بعدها)، (الحب والزواج... أشواك وأشواق)، (المراهق والمربي.. من الظالم ومن المظلوم)، (النمو الخُلُقي والديني للأبناء)، (التربية الإيجابية: اسطوانات كمبيوتر صوتية).

ومن أهم دراساته وأبحاثه العلمية: «القدرة التنبؤية لاختبارات القبول بكلية التربية فى نجاح طلاب الكلية» 1992، «الاتساق بين اتجاه المدرس نحو التربية وسلوكه التدريسي، وأثره على تحصيل التلاميذ وميولهم نحو المادة الدراسية» 1994، «مدى فاعلية برنامج مقترح لتنمية الحكم الخلقي لدى المحرومين من الرعاية الأسرية» 2000م، «أثر القصة وأسلوب روايتها في تنمية الحكم الخلقي لأطفال ما قبل المدرسة» 2007م، «تنمية الاستعداد اللغوي لأطفال ما قبل المدرسة، باستخدام برنامج لغوي حاسوبي متعدد الوسائط، وقياس فعاليته» 2005.

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم